وادي الرياح الأربعة.. وسطح مراكش البارد
لطبيعة المغرب سحـر خاص وتميـز لا يتـوفر لكثير من البلدان، فالشمس ساطعة، في أغلب أيام السنة، والشواطئ تربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي، والرمال ساخنة، تمتد في العمق الأفريقي، والخضرة تغطي السهول. وبين الشواطئ الزرقاء والسهول الخضراء والرمال الذهبية، تمتد سلسلة جبال الأطلس لتواصل حكايتها مع برودة الشمال وسخونة الجنوب، مزدانة ببياض ثلـج يغـري الناظرين، فيما تمتد سلسلة جبال الريف شامخة في الشمال.
ويرى كثيرون أن المؤهلات السياحية والطبيعية والثقافية لمدينة مراكش، مثلا، تلخص لغنى وتميز المغرب، بشكل عام، ففي منطقتها، يمكن الاستمتاع، نهاراً، بالشمس الدافئة، و«زيارة» التاريخ، عبر زيارة المواقع الأثرية، والنوم في عسل ليل المدينة. كما يمكن التحول إلى الصويرة على المحيط الأطلسي، أو قضاء نهار رومانسي بين المناظر الطبيعية الخلابة لمنطقة أوريكا، التي تعرف بالحديقة الخلفية لمراكش، أو التوجه نحو مرتفعات الأطلس، حيث منطقة أوكايمدن، المعروفة ببياض ثلوجها.
وإذا كانت شواطئ المغرب الممتدة على طول المتوسط والأطلسي توفر إمكانات سياحية تعتمد رمال الشاطئ والأمواج والمياه المالحة، فإن جبال المغرب غنية، بدورها، بإمكاناتها السياحية، التي توفر تنويعاً على المنتوج السياحي المغربي، سواء عبر غاباتها وشلالاتها، أو من خلال ثلوجها، التي صارت تستقطب إلى محطاتها آلاف السياح، مغاربة وأجانب.
وفي المغرب، ما إن يحل فصل الشتاء، وتعلن النشرات الجوية عن سقوط الثلوج بالمرتفعات، حتى يبرمج الكبار والصغار زيارات إلى إحدى المحطتين الشهيرتين بالمغرب: ميشليفن، الموجودة على مشارف مدينة إيفران، وأوكايمدن، الموجودة على مشارف مدينة مراكش.
وتبعد أوكايمدن بنحو 60 كلم عن مراكش، التي تبقى أشهر وجهة سياحية بالمغرب، الشيء الذي يجعل من المحطة الشتوية القريبة منها تنويعا سياحيا جميلا على مستوى الزيارة، بالنسبة لمن قصد المدينة الحمراء، المعروفة، في الأصل، بساحاتها وبناياتها التاريخية وطقسها الدافئ.
ويتراوح علو قمم منطقة أوكايمدن مابين 2600 و3270 متراً، وهي تصنف كأهم محطة للتزحلق على الجليد بالمغرب، الشيء الذي يجعلها الأكثر استقطاباً للزوار، خلال فصل الشتاء.
ويشتد الإقبال على محطة أوكايمدن خلال نهاية الأسبوع، بوجه خاص، حيث يضاف الآلاف من طلاب المدارس والجامعات، ممن يأتون في رحلات جماعية، إلى كثير من سياح الداخل القادمين من شتى مناطق ومدن المغرب، فضلا عن السياح الأجانب، الذين يقفون مشدوهين أمام هذا الغنى الطبيعي، الذي يتميز به بلد كالمغرب، حيث يمكن للزائر أن يستمتع بالصحراء والجبال والثلوج والشواطئ والشلالات وأشجار البرتقال والنخيل والتين والزيتون، في نفس اليوم. وتبدأ متعة زيارة أوكايمدن قبل الوصول إليها. فعلى طول الطريق، الفاصلة بين مراكش والمحطة الشتوية، التي يمكن أن تستغرق نحو ساعة ونصف الساعة، يصادف الزائر جمالا طبيعيا، فاتنا بخضرته وبناياته وساكنته. وحين يصل إلى أعلى المحطة، سيكون عليه أن يكتشف تنوع المنطقة الجغرافي، حيث الخضرة في جانب، والتربة الحمراء، التي تمتد رمالا ذهبية خلف المرتفعات، التي تنفتح على الصحراء المترامية الأطراف، إلى الجنوب من بلاد المغرب.
ويجد زوار المحطة في استقبالهم مدربين وأدوات للتزلج معروضة للكراء، تتراوح بين 100 درهم (12 دولارا) و170 درهما (20 دولارا)، كما توفر لهم المطاعم والمقاهي فرصة إدخال بعض الدفء إلى المعدة، قبل أخذ صور فوتوغرافية للذكرى، و«نحت» تماثيل من ثلج المرتفعات وتبادل كرات الثلج.
ويشترك الجميع في أخذ الصور الفوتوغرافية، وهي هواية يؤرخون بها للمتعة، التي يجدونها، وهم بين بياض الثلج، ولذلك يكثرون من أخذ الصور، قبل أن يعود كل واحد منهم إلى منطقته ومدينته، حيث السهول خضراء، والمدن غارقة في ضجيجها وفي سواد الأسفلت، الذي يلون الشوارع والأزقة.
وهناك من يقول إن «أوكايمدن» تعني في الأمازيغية «وادي الرياح الأربعة»، أما بعض زوارها فاختاروا، اليوم، أن يطلقوا عليها عنوان «سطح مراكش البارد». وبين المعنى الأمازيغي وبرودة السطح، تعتبر أوكايمدن، اليوم، أعلى محطة للتزحلق على الجليد في أفريقيا، وملاذا مفضلا لرواد الرياضات الشتوية، على الرغم من أنها لا تتوفر سوى على ميدان واحد لممارسة رياضة التزحلق على الجليد، تبلغ مساحته نحو 300 هكتار.
وتستمر فترة وجود الثلوج بمنطقة أوكايمدن أكثر من 120 يوماً، تمتد من منتصف ديسمبر إلى منتصف أبريل، غير أن فرصة التزحلق على الجليد، بالشكل المطلوب، عادة ما تنحصر ما بين شهري يناير وفبراير.
ويرى زوار منطقة أوكايمدن، الذين يستمتعون بتنوع وروعة طبيعتها، أن المحطة تشكل فضاء للترويح عن النفس والترفيه، خاصة في الأوقات التي تسجل فيها التساقطات الثلجية. ويشدد المهنيون على أنه حان الوقت لكي يتم التفكير في تأهيل هذا الموقع، حتى يتمكن من استقطاب السياح على مدار السنة.
وتتوفر المحطة على بنية استقبال مقبولة، خصوصاً أنها تتوفر على أعلى «تيليسييج» (عربات معلقة بسلك واحد) بأفريقيا، يصل علوها إلى 2300 م، وستة «تيليسكي»، فضلا عن عدد من الفنادق والمطاعم والمنتجعات الجبلية، غير أن هذه التجهيزات تبقى، برأي المهتمين بالمجال السياحي، غير كافية بالنظر إلى فرادة وقيمة هذا الموقع، وعدد الأنشطة التي يقدمها للأشخاص المولعين أو غير المولعين برياضة التزحلق على الجليد، ممن يفضلون، على الخصوص، التنزه والصيد واستكشاف النقوش الصخرية، التي يرجع تاريخها إلى حوالي 2100 سنة قبل الميلاد.
ورغم أن محطة أوكايمدن توفر ظروفا ملائمة ترتبط أساساً بالسياحة الجبلية والرياضية والثقافية، فإنه يبدو أن الوقت قد حان لمواجهة بعض المشاكل التي يعاني منها هذا الموقع، خاصة ظاهرة الاكتظاظ، التي يعرفها في نهاية الأسبوع، حيث يستقبل ما بين ثمانية آلاف وعشرة آلاف زائر، مما يفرض ضرورة تحديد عدد الجولات السياحية وتهيئة المجالات المخصصة لكل نشاط وتوفير التجهيزات لجمع النفايات والتفكير في نهج تدبير مفوض لهذه المحطة على غرار ما يجري بفرنسا ودول أخرى، ولذلك يعول على الاستثمارات الخاصة للرفع من طاقتها الاستيعابية واستثمار مؤهلاتها.
وفي الوقت الذي يفضل فيه معظم السياح القيام بزيارات خاطفة لمنطقة ومحطة أوكايمدن، حيث «يخطفون» بعض الصور ويتمشون بصعوبة بالغة على بياض الثلج، من دون أمل في المشاركة، في مستقبل الأيام، في بطولة العالم للرياضات الشتوية، وقبل العودة إلى مراكش، حيث الليل أطول من ساعاته، والفنادق متوفرة بمختلف أصناف النجوم، والساحات مزدحمة بروادها، والمحلات التجارية تقترح معروضاتها، والمطاعم تغري بقائمة وجباتها، يختار آخرون قضاء الليل بفنادق وشاليهات المحطة، حرصاً منهم على أن يفتحوا أعينهم، في صباح اليوم الموالي، على بياض الثلج والهواء النقي، وليس على دخان وضجيج السيارات، التي صارت تخنق المدينة الحمراء
اوكايمدن سدللاتكركوست
لطبيعة المغرب سحـر خاص وتميـز لا يتـوفر لكثير من البلدان، فالشمس ساطعة، في أغلب أيام السنة، والشواطئ تربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي، والرمال ساخنة، تمتد في العمق الأفريقي، والخضرة تغطي السهول. وبين الشواطئ الزرقاء والسهول الخضراء والرمال الذهبية، تمتد سلسلة جبال الأطلس لتواصل حكايتها مع برودة الشمال وسخونة الجنوب، مزدانة ببياض ثلـج يغـري الناظرين، فيما تمتد سلسلة جبال الريف شامخة في الشمال.
ويرى كثيرون أن المؤهلات السياحية والطبيعية والثقافية لمدينة مراكش، مثلا، تلخص لغنى وتميز المغرب، بشكل عام، ففي منطقتها، يمكن الاستمتاع، نهاراً، بالشمس الدافئة، و«زيارة» التاريخ، عبر زيارة المواقع الأثرية، والنوم في عسل ليل المدينة. كما يمكن التحول إلى الصويرة على المحيط الأطلسي، أو قضاء نهار رومانسي بين المناظر الطبيعية الخلابة لمنطقة أوريكا، التي تعرف بالحديقة الخلفية لمراكش، أو التوجه نحو مرتفعات الأطلس، حيث منطقة أوكايمدن، المعروفة ببياض ثلوجها.
وإذا كانت شواطئ المغرب الممتدة على طول المتوسط والأطلسي توفر إمكانات سياحية تعتمد رمال الشاطئ والأمواج والمياه المالحة، فإن جبال المغرب غنية، بدورها، بإمكاناتها السياحية، التي توفر تنويعاً على المنتوج السياحي المغربي، سواء عبر غاباتها وشلالاتها، أو من خلال ثلوجها، التي صارت تستقطب إلى محطاتها آلاف السياح، مغاربة وأجانب.
وفي المغرب، ما إن يحل فصل الشتاء، وتعلن النشرات الجوية عن سقوط الثلوج بالمرتفعات، حتى يبرمج الكبار والصغار زيارات إلى إحدى المحطتين الشهيرتين بالمغرب: ميشليفن، الموجودة على مشارف مدينة إيفران، وأوكايمدن، الموجودة على مشارف مدينة مراكش.
وتبعد أوكايمدن بنحو 60 كلم عن مراكش، التي تبقى أشهر وجهة سياحية بالمغرب، الشيء الذي يجعل من المحطة الشتوية القريبة منها تنويعا سياحيا جميلا على مستوى الزيارة، بالنسبة لمن قصد المدينة الحمراء، المعروفة، في الأصل، بساحاتها وبناياتها التاريخية وطقسها الدافئ.
ويتراوح علو قمم منطقة أوكايمدن مابين 2600 و3270 متراً، وهي تصنف كأهم محطة للتزحلق على الجليد بالمغرب، الشيء الذي يجعلها الأكثر استقطاباً للزوار، خلال فصل الشتاء.
ويشتد الإقبال على محطة أوكايمدن خلال نهاية الأسبوع، بوجه خاص، حيث يضاف الآلاف من طلاب المدارس والجامعات، ممن يأتون في رحلات جماعية، إلى كثير من سياح الداخل القادمين من شتى مناطق ومدن المغرب، فضلا عن السياح الأجانب، الذين يقفون مشدوهين أمام هذا الغنى الطبيعي، الذي يتميز به بلد كالمغرب، حيث يمكن للزائر أن يستمتع بالصحراء والجبال والثلوج والشواطئ والشلالات وأشجار البرتقال والنخيل والتين والزيتون، في نفس اليوم. وتبدأ متعة زيارة أوكايمدن قبل الوصول إليها. فعلى طول الطريق، الفاصلة بين مراكش والمحطة الشتوية، التي يمكن أن تستغرق نحو ساعة ونصف الساعة، يصادف الزائر جمالا طبيعيا، فاتنا بخضرته وبناياته وساكنته. وحين يصل إلى أعلى المحطة، سيكون عليه أن يكتشف تنوع المنطقة الجغرافي، حيث الخضرة في جانب، والتربة الحمراء، التي تمتد رمالا ذهبية خلف المرتفعات، التي تنفتح على الصحراء المترامية الأطراف، إلى الجنوب من بلاد المغرب.
ويجد زوار المحطة في استقبالهم مدربين وأدوات للتزلج معروضة للكراء، تتراوح بين 100 درهم (12 دولارا) و170 درهما (20 دولارا)، كما توفر لهم المطاعم والمقاهي فرصة إدخال بعض الدفء إلى المعدة، قبل أخذ صور فوتوغرافية للذكرى، و«نحت» تماثيل من ثلج المرتفعات وتبادل كرات الثلج.
ويشترك الجميع في أخذ الصور الفوتوغرافية، وهي هواية يؤرخون بها للمتعة، التي يجدونها، وهم بين بياض الثلج، ولذلك يكثرون من أخذ الصور، قبل أن يعود كل واحد منهم إلى منطقته ومدينته، حيث السهول خضراء، والمدن غارقة في ضجيجها وفي سواد الأسفلت، الذي يلون الشوارع والأزقة.
وهناك من يقول إن «أوكايمدن» تعني في الأمازيغية «وادي الرياح الأربعة»، أما بعض زوارها فاختاروا، اليوم، أن يطلقوا عليها عنوان «سطح مراكش البارد». وبين المعنى الأمازيغي وبرودة السطح، تعتبر أوكايمدن، اليوم، أعلى محطة للتزحلق على الجليد في أفريقيا، وملاذا مفضلا لرواد الرياضات الشتوية، على الرغم من أنها لا تتوفر سوى على ميدان واحد لممارسة رياضة التزحلق على الجليد، تبلغ مساحته نحو 300 هكتار.
وتستمر فترة وجود الثلوج بمنطقة أوكايمدن أكثر من 120 يوماً، تمتد من منتصف ديسمبر إلى منتصف أبريل، غير أن فرصة التزحلق على الجليد، بالشكل المطلوب، عادة ما تنحصر ما بين شهري يناير وفبراير.
ويرى زوار منطقة أوكايمدن، الذين يستمتعون بتنوع وروعة طبيعتها، أن المحطة تشكل فضاء للترويح عن النفس والترفيه، خاصة في الأوقات التي تسجل فيها التساقطات الثلجية. ويشدد المهنيون على أنه حان الوقت لكي يتم التفكير في تأهيل هذا الموقع، حتى يتمكن من استقطاب السياح على مدار السنة.
وتتوفر المحطة على بنية استقبال مقبولة، خصوصاً أنها تتوفر على أعلى «تيليسييج» (عربات معلقة بسلك واحد) بأفريقيا، يصل علوها إلى 2300 م، وستة «تيليسكي»، فضلا عن عدد من الفنادق والمطاعم والمنتجعات الجبلية، غير أن هذه التجهيزات تبقى، برأي المهتمين بالمجال السياحي، غير كافية بالنظر إلى فرادة وقيمة هذا الموقع، وعدد الأنشطة التي يقدمها للأشخاص المولعين أو غير المولعين برياضة التزحلق على الجليد، ممن يفضلون، على الخصوص، التنزه والصيد واستكشاف النقوش الصخرية، التي يرجع تاريخها إلى حوالي 2100 سنة قبل الميلاد.
ورغم أن محطة أوكايمدن توفر ظروفا ملائمة ترتبط أساساً بالسياحة الجبلية والرياضية والثقافية، فإنه يبدو أن الوقت قد حان لمواجهة بعض المشاكل التي يعاني منها هذا الموقع، خاصة ظاهرة الاكتظاظ، التي يعرفها في نهاية الأسبوع، حيث يستقبل ما بين ثمانية آلاف وعشرة آلاف زائر، مما يفرض ضرورة تحديد عدد الجولات السياحية وتهيئة المجالات المخصصة لكل نشاط وتوفير التجهيزات لجمع النفايات والتفكير في نهج تدبير مفوض لهذه المحطة على غرار ما يجري بفرنسا ودول أخرى، ولذلك يعول على الاستثمارات الخاصة للرفع من طاقتها الاستيعابية واستثمار مؤهلاتها.
وفي الوقت الذي يفضل فيه معظم السياح القيام بزيارات خاطفة لمنطقة ومحطة أوكايمدن، حيث «يخطفون» بعض الصور ويتمشون بصعوبة بالغة على بياض الثلج، من دون أمل في المشاركة، في مستقبل الأيام، في بطولة العالم للرياضات الشتوية، وقبل العودة إلى مراكش، حيث الليل أطول من ساعاته، والفنادق متوفرة بمختلف أصناف النجوم، والساحات مزدحمة بروادها، والمحلات التجارية تقترح معروضاتها، والمطاعم تغري بقائمة وجباتها، يختار آخرون قضاء الليل بفنادق وشاليهات المحطة، حرصاً منهم على أن يفتحوا أعينهم، في صباح اليوم الموالي، على بياض الثلج والهواء النقي، وليس على دخان وضجيج السيارات، التي صارت تخنق المدينة الحمراء
اوكايمدن سدللاتكركوست