للمراكشية/ أسرة مجلة جامعة ابن يوسف
تعتبر مدينة مراكش من أعظم حواضر وعواصم الأمة العربية والإسلامية التي حباها الله بكثير من عناصر الجمال، والطبيعة، والمحبة، والتقدم الفكري والخلقي والاجتماعي، كما زودها التاريخ، في الماضي والحاضر بكثير من هياكل الحضارة الفكرية والآثار الإسلامية، والمعالم العمرانية والأدبية، والمنجزات التاريخية والسياسية، التي تحققت بفضل سواعد المواطنين المراكشيين، الذين خلدوا مفاخر عظيمة لأبناء الوطن المغربي عموما، ولأبناء وأحفاد مدينة مراكش على الخصوص.
ومن الجدير بالملاحظة أن استيعاب هذه المنجزات الحضارية التي حققها الأجداد للأحفاد بمدينة مراكش، لا يمكن إيجازها في صفحات قليلة، بل هي تقتضي تحرير مجلدات لتخصيص كل معلمة تاريخية أو حضارية بالبحث الموضوعي، الذي يتناسب مع عظمتها، وأصالتها، وذكر أسماء ، وأسباب وأحداث وعناصر تحققها في المجتمع...
ولكن الذي يهمنا في هذه العجالة هو ما يلاحظه كثير من المواطنين، والسياح، والمثقفين الذين يزورون مدينة مراكش، فيصطدمون - مع الأسف العميق- بواقع يكاد يكون مزريا بـهذه المدينة السياحية العظيمة ، ذات التاريخ الذهبي، والحضارة الراقية، يتجلى في كونـها لم تستفد إلا قليلا جدا من المنجزات العمرانية والفكرية والحضارية التي حققتها الدولة، والمجالس البلدية، في مختلف المدن الكبرى بالمغرب، وسواء كان تحقيقها من الميزانية المحلية لمدينة مراكش، أو من ميزانية الاستثمار العام الذي تشرف عليه الدولة، مع أن مدينة مراكش لا تقل عن المدن التاريخية الكبرى حضارة، و لا تقدما، ولا تاريخا، ولا نـهضة وطنية وسياحية، ولا تقل عنها أثرا في مجال إنجاب العبقريات السياسية، والفكرية ، والوطنية، والمقاومة المسلحة في عهد الاستعمار؛ بل يمكن القول بأن مدينة مراكش كانت من أعظم المدن المغربية المشهورة بالمقاومة الوطنية المسلحة، ضد الاستعمار الفرنسي وأعوانه المأجورين...والتاريخ يشهد بوضوح على دور رجال المقاومة في مراكش، وخصوصا منهم طلبة جامعة ابن يوسف، وأساتذتـها، في مواجهة الاستعمار الفرنسي، وبيادقه المأجورين، من الباشا الكلاوي، إلى السلطان المزيف الاستعماري محمد بن عرفة، وفي مواجهة طاغية الاستعمار، المقيم العام الجنرال كيوم عدو الملك وعدو المغرب، والذي واجهه الفدائيون المراكشيون بالرصاص، والقنابل الفدائية المحرقة والمدمرة، وهو عمل وطني نضالي كبير، لم يتحقق في مدينة أخرى بذلك المستوى الرفيع، إلا في مدينتي مراكش والدار البيضاء..
ومع ذلك، فالمعالم التاريخية الحضارية بمراكش مع الأسف مهملة تفتقر إلى البعث والإحياء، والترميم، وعلى رأسها جامعة ابن يوسف، وقصر البديع.
ومعلوم أن مدينة مراكش العظيمة جاهدت في عهد البطل المرابطي يوسف بن تاشفين، وساهمت بجيشها الشجاع في إنقاذ بلاد الأندلس من عدوان الأسبان، ومن الحروب الصليبية، كما جاهدت بعقول علمائها وسواعد عمالها، في عهد ابنه أمير المسلمين علي بن يوسف، في بناء قنطرة تانسيفت الرائعة، وفي بناء جامع ابن يوسف الجامعة، التي قام بالتدريس فيها منذ تاريخ بنائها علماء فطاحل كبار، مثل القاضي عياض، والعالم الثائر محمد بن تومرت، والعلامة المحدث ابن القطان الفاسي، والفقيه الأندلسي المراكشي العلامة ابن رشد الجد، والفيلسوف مالك بن وهيب، الذي ترأس المناظرة العلمية بين فقهاء مراكش وزعيم الموحدين!... ومن أعظم العبقريات التي أنجبتها مراكش في عصر الموحدين، أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن الذي يجمع بين مسؤوليته في الدولة وبين تفوقه في العلم،والأدب ، والفلسفة، وكذلك العالم الاجتماعي الكبير أبو العباس السبتي، والأديب الكبير ابن عبد المالك المراكشي، والفيلسوف الأندلسي المراكشي ابن رشد الحفيد، والطبيب الفقيه، الأديب العلامة ابن زهر المراكشي، والطبيب الأندلسي المراكشي ابن طفيل، والمؤرخ الجغرافي العبقري محمد بن عذارى المراكشي، والعلامة ابن الأبار، صاحب التراجم في الفقه والأدب، والفقيه الحيسوبي الفيزيائي الكبير العلامة ابن البناء المراكشي، وغيرهم كثير، لا داعي للإطناب بأسمائهم في هذه العجالة التاريخية التي تهدف إلى التعريف بدور مراكش الحضاري في ميدان الثقافة والفكر والسياسة والأدب..
كما أن مدينة مراكش ساهمت بجيش كبير من شبابها في تحرير مدينة القصر الكبير، التي استولى عليها البرتغاليون المحتلون، بواسطة ملكهم سيباستيان، وكان الجيش المراكشي الذي ساهم في نصر غزوة وادي المخازن، يقوده البطل القائد أحمد المنصور الذهبي، وشقيقه المجاهد الكبير الشهيد عبد المالك المعتصم السعدي بطل واقعة وادي المخازن.
والمؤرخ المتجرد عن جميع أنواع التحيز والإيديولوجية والديماغوجيات السياسية والعنصرية، يسجل بكثير من الحسرة والقلق، أن الدولة المغربية في عهد الاستقلال، لم تنصف مدينة مراكش، ولم توفها حقها من المنجزات الكبرى في مجالات الصناعة الثقيلة الحديثة، كما فعلت في سائر المدن، سواء منها الكبرى أو الصغرى، وسواء منها المدن الداخلية أو الشاطئية، مع أن مدينة مراكش ساهمت في تحقيق الحرية، والديمقراطية والاستقلال، أكثر من أية مدينة أخرى، وهذا ما يشهد به التاريخ قديما وحديثا.
تعتبر مدينة مراكش من أعظم حواضر وعواصم الأمة العربية والإسلامية التي حباها الله بكثير من عناصر الجمال، والطبيعة، والمحبة، والتقدم الفكري والخلقي والاجتماعي، كما زودها التاريخ، في الماضي والحاضر بكثير من هياكل الحضارة الفكرية والآثار الإسلامية، والمعالم العمرانية والأدبية، والمنجزات التاريخية والسياسية، التي تحققت بفضل سواعد المواطنين المراكشيين، الذين خلدوا مفاخر عظيمة لأبناء الوطن المغربي عموما، ولأبناء وأحفاد مدينة مراكش على الخصوص.
ومن الجدير بالملاحظة أن استيعاب هذه المنجزات الحضارية التي حققها الأجداد للأحفاد بمدينة مراكش، لا يمكن إيجازها في صفحات قليلة، بل هي تقتضي تحرير مجلدات لتخصيص كل معلمة تاريخية أو حضارية بالبحث الموضوعي، الذي يتناسب مع عظمتها، وأصالتها، وذكر أسماء ، وأسباب وأحداث وعناصر تحققها في المجتمع...
ولكن الذي يهمنا في هذه العجالة هو ما يلاحظه كثير من المواطنين، والسياح، والمثقفين الذين يزورون مدينة مراكش، فيصطدمون - مع الأسف العميق- بواقع يكاد يكون مزريا بـهذه المدينة السياحية العظيمة ، ذات التاريخ الذهبي، والحضارة الراقية، يتجلى في كونـها لم تستفد إلا قليلا جدا من المنجزات العمرانية والفكرية والحضارية التي حققتها الدولة، والمجالس البلدية، في مختلف المدن الكبرى بالمغرب، وسواء كان تحقيقها من الميزانية المحلية لمدينة مراكش، أو من ميزانية الاستثمار العام الذي تشرف عليه الدولة، مع أن مدينة مراكش لا تقل عن المدن التاريخية الكبرى حضارة، و لا تقدما، ولا تاريخا، ولا نـهضة وطنية وسياحية، ولا تقل عنها أثرا في مجال إنجاب العبقريات السياسية، والفكرية ، والوطنية، والمقاومة المسلحة في عهد الاستعمار؛ بل يمكن القول بأن مدينة مراكش كانت من أعظم المدن المغربية المشهورة بالمقاومة الوطنية المسلحة، ضد الاستعمار الفرنسي وأعوانه المأجورين...والتاريخ يشهد بوضوح على دور رجال المقاومة في مراكش، وخصوصا منهم طلبة جامعة ابن يوسف، وأساتذتـها، في مواجهة الاستعمار الفرنسي، وبيادقه المأجورين، من الباشا الكلاوي، إلى السلطان المزيف الاستعماري محمد بن عرفة، وفي مواجهة طاغية الاستعمار، المقيم العام الجنرال كيوم عدو الملك وعدو المغرب، والذي واجهه الفدائيون المراكشيون بالرصاص، والقنابل الفدائية المحرقة والمدمرة، وهو عمل وطني نضالي كبير، لم يتحقق في مدينة أخرى بذلك المستوى الرفيع، إلا في مدينتي مراكش والدار البيضاء..
ومع ذلك، فالمعالم التاريخية الحضارية بمراكش مع الأسف مهملة تفتقر إلى البعث والإحياء، والترميم، وعلى رأسها جامعة ابن يوسف، وقصر البديع.
ومعلوم أن مدينة مراكش العظيمة جاهدت في عهد البطل المرابطي يوسف بن تاشفين، وساهمت بجيشها الشجاع في إنقاذ بلاد الأندلس من عدوان الأسبان، ومن الحروب الصليبية، كما جاهدت بعقول علمائها وسواعد عمالها، في عهد ابنه أمير المسلمين علي بن يوسف، في بناء قنطرة تانسيفت الرائعة، وفي بناء جامع ابن يوسف الجامعة، التي قام بالتدريس فيها منذ تاريخ بنائها علماء فطاحل كبار، مثل القاضي عياض، والعالم الثائر محمد بن تومرت، والعلامة المحدث ابن القطان الفاسي، والفقيه الأندلسي المراكشي العلامة ابن رشد الجد، والفيلسوف مالك بن وهيب، الذي ترأس المناظرة العلمية بين فقهاء مراكش وزعيم الموحدين!... ومن أعظم العبقريات التي أنجبتها مراكش في عصر الموحدين، أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن الذي يجمع بين مسؤوليته في الدولة وبين تفوقه في العلم،والأدب ، والفلسفة، وكذلك العالم الاجتماعي الكبير أبو العباس السبتي، والأديب الكبير ابن عبد المالك المراكشي، والفيلسوف الأندلسي المراكشي ابن رشد الحفيد، والطبيب الفقيه، الأديب العلامة ابن زهر المراكشي، والطبيب الأندلسي المراكشي ابن طفيل، والمؤرخ الجغرافي العبقري محمد بن عذارى المراكشي، والعلامة ابن الأبار، صاحب التراجم في الفقه والأدب، والفقيه الحيسوبي الفيزيائي الكبير العلامة ابن البناء المراكشي، وغيرهم كثير، لا داعي للإطناب بأسمائهم في هذه العجالة التاريخية التي تهدف إلى التعريف بدور مراكش الحضاري في ميدان الثقافة والفكر والسياسة والأدب..
كما أن مدينة مراكش ساهمت بجيش كبير من شبابها في تحرير مدينة القصر الكبير، التي استولى عليها البرتغاليون المحتلون، بواسطة ملكهم سيباستيان، وكان الجيش المراكشي الذي ساهم في نصر غزوة وادي المخازن، يقوده البطل القائد أحمد المنصور الذهبي، وشقيقه المجاهد الكبير الشهيد عبد المالك المعتصم السعدي بطل واقعة وادي المخازن.
والمؤرخ المتجرد عن جميع أنواع التحيز والإيديولوجية والديماغوجيات السياسية والعنصرية، يسجل بكثير من الحسرة والقلق، أن الدولة المغربية في عهد الاستقلال، لم تنصف مدينة مراكش، ولم توفها حقها من المنجزات الكبرى في مجالات الصناعة الثقيلة الحديثة، كما فعلت في سائر المدن، سواء منها الكبرى أو الصغرى، وسواء منها المدن الداخلية أو الشاطئية، مع أن مدينة مراكش ساهمت في تحقيق الحرية، والديمقراطية والاستقلال، أكثر من أية مدينة أخرى، وهذا ما يشهد به التاريخ قديما وحديثا.