الزاوية التجانية بحي القصور في مراكش
تأسست زاوية حي القصور بفضل جهود الشيخ محمد النظيفي، إذ عمد هو وفقراؤه إلى جمع الأموال قصد شراء الأراضي والدور المحيطة بمنزله، ولما توفرت الإمكانات قاموا بإنشاء الزاوية الكبرى بباب الفتوح سنة 1338هـ / 1919م.
"تقع الزاوية بأحد الأحياء القديمة بمدينة مراكش وهو حي القصور، وتأسست بفضل جهود الشيخ محمد (فتحا) بن عبد الواحد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن مسعود بن محمد بن بني الثرى النظيفي1، المولود سنة 1270هـ/1853م2 ببلدة ″آيت كن″ من قبيلة ″إيذاونظيف″ إحدى القبائل المتاخمة لمدينة تارودانت في الجبل الجنوبي الشرقي3."
" منذ أخذه للطريقة التجانية تمكن منه حب شيخه سيدي أحمد امحمود، فكان دائم الشوق له، ورغب في الاستقرار في مراكش حتى يكون قريبا منه، فاستغل زيارته هو وأهله ضريح الولي الصالح مولاي إبراهيم سنة 1317هـ/1899م، ليرتب مع شقيقه سيدي عبد الرحمان وشيخه سيدي أحمد محمود كيفية دخوله للمدينة."
" فدخل إلى مراكش من باب الرب حيث وجد في استقباله سيدي أحمد محمود، ثم زارا ومن معهما قبر الفقيه سيدي محمد أكنسوس ليطلبوا منه الضيافة4، ونزل في ضيافة سيدي أحمد محمود ثلاثة أيام ببيته بحي باب إيلان، ووقف معه حتى اشترى له دويرة، وهي أول ما ملك بمراكش."
"ثم قام بالزاوية التجانية بحي المواسين حق قيام مدة سنين5، إلى أن رأى يوما بها روحا متجسما يخاصمه، فانقطع في محله وأنفرد بنفسه6، فزاد في دويرته القائمة بدرب ″الحركاصة″ بحي القصور قليلا يذكر مع أصحابه7، وعمد هو وفقراؤه إلى جمع الأموال قصد شراء الأراضي والدور المحيطة بمنزله، وقد أسندت مهمة شراء هذه الأملاك إلى الحسن الحجام8."
" ولما توفرت الإمكانات قام سيدي الحاج مَحمد النظيفي بإنشاء الزاوية الكبرى في حومة القصور بباب الفتوح سنة 1338هـ/1919م9، حيث أصبحت تعد أكبر زاوية تجانية بمدينة مراكش من حيث المساحة، وقد نظم فيها مع تلاوة الأوراد التجانية تلاوة القرآن الكريم، وإنشاد المدائح النبوية من نظمه ونظم غيره، وحلقات الدروس الدينية" والعلمية، وظل منذ إنشائها ملازما فيها إمامة الصلوات الخمس حتى أقعده المرض10.
الزاوية التجانية بحي بريمة في مراكش
يظهر أن أول زاوية تجانية تأسست بعد الزاوية التجانية بحي المواسين هي تلك التي تأسست بحي بريمة، ويعود تاريخ بنائها إلى سنة 1276هـ/1860م، بحسب ما جاء في رواية شفوية من عبد الله النظيفيين مقدم الزاوية التجانية ببريمة.
يعود السبب في تأسيس زاوية حي بريمة إلى أن الفقراء التجانيين كانوا يذكرون جماعة أول الأمر بجامع بريمة المتاخم للقصر السلطاني، فأهدى أحد الفقراء التجانيين إحدى دوره المقابلة للجامع لتتخذ كزاوية تجانية، فقام الفقراء التجانيون بهدم ذلك المنزل وتعاونوا في بناء زاويتهم1.
وتنقصنا المعلومات حول هذه الزاوية كثيراً خصوصا في بدايتها الأولى، وكل ما نتوفر عليه وثيقتان، إحداهما رسالة من الحاج الحسين الإفراني إلى من في زاوية بريمة من الفقراء التجانيين. والأخرى إجازة محمد بن لحسن المزوضي المعروف بـ: النـشاط، ينتمي لقبيلة مزوضة، وبها ولد، ودرس بمدرسة بوعنفير بأولاد بن سبع، فأخذ النحو عن لحسن أرسموك وعلوم القرآن عن عبد الحي بكور، ومنذ أن أصبح مقدما بالزاوية التجانية ببريمة وهو يقوم بالإرشاد والوعظ والتدريس بها، ويؤم الصلوات الخمس باستثناء صلاة الجمعة التي تصلى في الجامع، كما قام بإدخال الطريقة التجانية إلى منطقة بوعنفير2.
وقد درس على يديه بزاوية بريمة العديد من الطلاب. توفي الفقيه محمد بن لحسن المزوضي في مارس 1970م/1390م، ودفن بمقبرة باب أغمات3.
وخلفه الفقيه عبد العالي الرضواني في الإشراف على الزاوية دون أن يكون مقدماً، وهو إمام لأحد المساجد بحي الملاح، ومدررٌ يحفِّظ الأطفال القرآن، وقد كان يفتح الزاوية يوم الجمعة بعد صلاة العصر ليسمح للفقراء التجانيين بذكر الوظيفة والهيللة، وبقي الأمر كذلك إلى أن أصبح يُصلى في الزاوية الظهر فقط دون باقي الصلوات.
فبدأت أطماع البعض في تحويل هذه الزاوية إلى مقر لهم، فأخذت أعدادهم تتكاثر في أوقات الصلاة (دون أن تكون الصلاة فيها بدعة، وبعد رجوع الزاوية إلى نشاطها حرموا الصلاة فيها وبدعوا من يصلي فيها)، وأخذوا يعقدون حلقاتهم داخلها، فقام حفيد سيدي أحمد التجاني، سيدي محمد الكبير، بالتصدي لهم وإعادة تعمير الزاوية بالفقراء، وجعلها مركز إشعاع لكل التجانيين بالمدينة والجنوب المغربي، بل وكل أنحاء العالم4.
مجهودات فقراء الزاوية التجانية بحي بريمة
بعد أن أغلقت الزاوية التجانية ببريمة لمدة 8 سنوات، افتتح بها الفقراء التجانيون أول وظيفة بتاريخ 15-6-1996م5، لكنهم اصطدموا بأطماع بعض السلفيين في الاستحواذ على الزاوية، وهنا يبرز دور سيدي محمد الكبير الذي زار هذه الزاوية لأول مرة بتاريخ 16-3-1997م/7 ذي القعدة 1417هـ، وأخذ على عاتقه مسؤولية إعادة الحيوية والنشاط لهذه الزاوية، حيث أطلق عليها رضي الله عنه اسم: "الزاوية التجانية الكبرى لسيدي محمد الكبير التجاني بحي بريمة مراكش" تبركا باسم سيدي محمد الكبير بن سيدنا أحمد التجاني رضي الله عنه، حيث قام بتنظيمها، وجعلها عامرة بذكر الله، فبتاريخ 21-10-1997م تم تعيين الحاج محمد بن الحسن إماما للصلوات الخمس، وبتاريخ 30-12-1997م تم تعيين الفقيه الحجاوي الحسن إماما لصلاة التراويح، وبتاريخ 29-09-2000م تم تعيين إبراهيم الغزواني إماما لصلاة الصبح، كما تم تعينه فيما بعد إماما لصلاة التراويح بتاريخ 1 رمضان 1420/27-11-2000.
وقام سيدي محمد الكبير بتجديد بناء الزاوية بعدما تصدعت جدرانها القديمة، فأصبح بناؤها متينا، وزاد فيها طابقا آخر، وجعل ذكر الوظيفة بها يوميا...
وقد قام سيدي محمد الكبير بتعيين عبد الله النظيفيين6، مقدماً لهذه الزاوية.
وشجع كثيرا على القيام بعدة أنشطة بالزاوية، لا تقتصر على الوظيفة والهيللة بل امتد إشعاعها إلى تعليم الصغار والشباب والكبار.
البرامج التثقيفية الخاصة بالكبار
يقوم القيمون على الزاوية التجانية بحي بريمة منذ سنة 1997م، بإلقاء دروس مختلفة بالزاوية؛ ففي الأيام العادية يستفيد عموم الناس من دروس ما بين صلاتي المغرب والعشاء، حيث يتم سرد بعض الكتب مع شرحها ككتاب: الفقه على المذاهب الأربعة، قسم العبادات، وكتاب: الخلاصة الفقهية على مذهب السادة المالكية، لمحمد العربي القروي. ومنهاج الواردين لمحمد بن الحسن الحسني وفي الأيام التي تسبق بعض المناسبات تلقى بالزاوية دروس تتعلق بتلك المناسبات؛ فمثلا قبل حلول عيد المولد النبوي تفتتح دروس في السيرة النبوية، حيث يتم سرد عدة كتب متخصصة.
وتفتتح الدروس الخاصة بهذه المناسبة منذ فاتح صفر وتستمر إلى السبت الثاني بعد مرور العيد النبوي، حيث يتم الاحتفال بهذه المناسبة بحفل يحضره كل فقراء الزاوية ومن رغب من عموم الناس. و يتم خلاله إنشاد الأمداح النبوية والقصائد التي تتعلق بالمناسبة، كما يتم إلقاء الكلمات والخطب التي تبرز مزايا الرسول صلى الله عليه وسلم.
وفي شهر رمضان الأبرك يضاف درس آخر؛ إذ يلقى الدرس الأول قبل صلاة المغرب، ويدور موضوعه حول الفرائض والسنن الخاصة برمضان، أما الدرس الثاني والذي يلقى قبل صلاة العشاء فتسرد فيه الأحاديث الخاصة برمضان مع شرحها بالاعتماد على بعض الكتب الخاصة بهذا المجال.
كما تلقى في الزاوية دروس بمناسبة الحج وعاشوراء والإسراء والمعراج...
ويستفيد الفقراء التجانيون من دروس في فقه الطريقة التجانية وتراجم أعلامها بالاعتماد على الكتب الخاصة بفقه الطريقة.
البرامج التعليمية الخاصة بالشباب والصغار
تتميز الزاوية التجانية الكبرى لسيدي محمد الكبير التجاني بحي بريمة، بوجود أتباع لها من مختلف الفئات العمرية، ابتداء من الصغار حتى الشيوخ، وتولي الزاوية التجانية هذه اهتماما بالغا لفئتي الشباب والصغار، فبالإضافة إلى تعلمهم بالمدارس الرسمية، فإن القيّمين على الزاوية يضعون سنويا لصالحهم برامج تعليمية وتربوية تهم الأمور الدينية أساسا، من تحفيظ للقرآن والفقه بما فيها تعلم بعض مبادئ الطريقة التجانية، وتتكون هذه البرامج عادة من العناصر الآتية:
- تحفيظ القرآن
- الرحلات
- تأسيس مجلة
- الاحتفال بعيد المولد النبوي
أنوار أصبان
اسم الزاوية: الزاوية التجانية الكبرى لسيدي محمد الكبير التجاني
العنوان الكامل: أمام مسجد بريمة - ساحة المسجد - حي بريمة بمراكش
المؤسس: الفقيه المزوضي
سنة البناء: 1276هـ/ 1860م
***************
المقدمون:
اسم المقدم الأول: محمد بن لحسن المزوضي المعروف بـ: النـشاط (متوفى)
اسم المكلف بأمور الزاوية: الفقيه عبد العالي الرضواني (متوفى)
اسم المقدم الحالي: عبد الله النظيفيين
***************
برنامج المحراب:
الوظيفة:
أوقات الأداء: بعد المغرب في الصيف وبعد العشاء في الشتاء
الهيللة:
وقت الأداء: متصلة بالغروب، وقبلها وظيفة يوم الجمعة بعد صلاة العصر.
المناسبات:
- الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم (السبت الأول بعد العيد.)
الزاوية التجانية بباب أيلان - مراكش
كانت الزاوية التجانية بباب أيلان كغيرها من الزوايا التجانية بمراكش تقوم بدورها في هداية الخلق وتربية المريدين وإقامة الصلوات الخمس بها، كما يحتفل بها بالعيد النبوي في اليوم الثالث من أيام العيد.
تقع الزاوية بحي باب أيلان، بدرب "قائد راسوا"، أنشأها سيدي أحمد محمود بن سيدي محمد أحنيني بن سيدي أحمد بن الفضيل بن أحمد بن صالح بن ابراهيم بن عبد المومن بن عبد الله بن محمد الصالح بن أحمد بن المفضل بن عز الدين بن العالم عبد المؤمن البسكري بن عبد الوهاب بن عبد الله الذي بصل نسبه إلى سيدنا الحسن المثنى بن الحسن السبط بن فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. الشاوي الأصل بالمشرق ثم البسكري ثم الواروني،1 وكان أول من دخل من أجداده المغرب صالح الذي استقر في بني صبيح بأرض لكتاوة.2
ولد سيدي أحمد محمود في ضحوة يوم الأحد 2 جمادى الأولى عام 1247هـ/1831م،3 وأخذ الطريقة التجانية عن سيدي محمد بن محمد الصغير الشنجيطي سنة 1275هـ/1858م،4 ثم منحه العلامة سيدي مَحمد أكنسوس الإذن في تلقين الأوراد لمن طلبها منه،5 كما أخذ الطريقة تبركا من سيدي محمد العربي بن السائح،6 ويعتبر من المقدمين البارزين في الطريقة التجانية، وقد أسس زاويته هذه في وقت غير معروف، وقام بها أحسن قيام، كما ساهم في إغناء التراث الأدبي التجاني من خلال مجموعة من الأشعار في مدح الطريقة وشيخها.
توفي سيدي أحمد محمود في شهر ذي القعدة الحرام سنة 1319هـ/1901م، ودفن بموطنه بالبحيرة من قبيلة الرحامنة، إحدى القبائل المجاورة لمدينة مراكش،7 وخلفه مولاي الطاهر في التقديم على الزاوية إلى أن وافته المنية في 16-4- 1986م/1407م ، ليخلفه بدوره ابنه سيدي محمد الحبيب وهو المقدم الحالي بالزاوية.
وقد كانت هذه الزاوية كغيرها من الزوايا التجانية بمراكش تقوم بدورها على أكمل وجه، من هداية الخلق وتربية المريدين وإقامة الصلوات الخمس بها، كما يحتفل بها بالعيد النبوي في اليوم الثالث من العيد أي في 14 ربيع الأول من كل سنة.
لزاوية التجانية بحي المواسين - مراكش
تعتبر الزاوية التجانية بحي المواسين أول زاوية تجانية تأسست بجنوب المغرب، وذلك سنة 1262هـ/1846م، على يد العلامة الشهير سيدي محمد أكنسوس بمساهمة من السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان.
التأسيس الأولي للزاوية التجانية بمراكش:
دخل سيدي محمد أكنسوس مدينة مراكش واستقر بحي المواسين سنة 1248هـ/1833م، وهنا يجب أن نشير إلى أنه ليس أول تجاني يستقر بالمدينة، فهناك بعض أبناء المدينة الذين أخذوا الطريقة التجانية، ولكن الذي يميزه عن باقي التجانيين بمراكش هو أنه أول مقدم يدخل المدينة – أي له الحق في تلقين الأوراد-.
كان الفقراء التجانيون يجتمعون في أول الأمر بمسجد ابن يوسف تحت القبة المعروفة باسم ″مولاي سليمان″ لذكر الوظيفة حتى بلغ عدد من يحضرها أربعين نفرا، فأصبح من الواجب أن يتخذ التجانيون مكانا خاصا بهم لاجتماعهم، فطلب سيدي محمد أكنسوس من السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان - نظرا للعلاقة الطيبة التي تجمعه به - أن يساعده في توفير مكان لإقامة زاوية تجانية، فما كان من هذا الأخير إلا أن وهبه مسجدا مهجورا، فكان بمثابة النواة الأولى التي تأسست عليها الزاوية، وبعد ذلك تم شراء أحد المنازل المجاورة لتوسيعها، وهكذا تم إنشاء أول زاوية تجانية بالمدينة الحمراء سنة 1262هـ/1846م بحي المواسين.
أنوار أصبان
شعبة التاريخ
طالب باحث - جامعة القاضي عياض
مراكش
تأسست زاوية حي القصور بفضل جهود الشيخ محمد النظيفي، إذ عمد هو وفقراؤه إلى جمع الأموال قصد شراء الأراضي والدور المحيطة بمنزله، ولما توفرت الإمكانات قاموا بإنشاء الزاوية الكبرى بباب الفتوح سنة 1338هـ / 1919م.
"تقع الزاوية بأحد الأحياء القديمة بمدينة مراكش وهو حي القصور، وتأسست بفضل جهود الشيخ محمد (فتحا) بن عبد الواحد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن مسعود بن محمد بن بني الثرى النظيفي1، المولود سنة 1270هـ/1853م2 ببلدة ″آيت كن″ من قبيلة ″إيذاونظيف″ إحدى القبائل المتاخمة لمدينة تارودانت في الجبل الجنوبي الشرقي3."
" منذ أخذه للطريقة التجانية تمكن منه حب شيخه سيدي أحمد امحمود، فكان دائم الشوق له، ورغب في الاستقرار في مراكش حتى يكون قريبا منه، فاستغل زيارته هو وأهله ضريح الولي الصالح مولاي إبراهيم سنة 1317هـ/1899م، ليرتب مع شقيقه سيدي عبد الرحمان وشيخه سيدي أحمد محمود كيفية دخوله للمدينة."
" فدخل إلى مراكش من باب الرب حيث وجد في استقباله سيدي أحمد محمود، ثم زارا ومن معهما قبر الفقيه سيدي محمد أكنسوس ليطلبوا منه الضيافة4، ونزل في ضيافة سيدي أحمد محمود ثلاثة أيام ببيته بحي باب إيلان، ووقف معه حتى اشترى له دويرة، وهي أول ما ملك بمراكش."
"ثم قام بالزاوية التجانية بحي المواسين حق قيام مدة سنين5، إلى أن رأى يوما بها روحا متجسما يخاصمه، فانقطع في محله وأنفرد بنفسه6، فزاد في دويرته القائمة بدرب ″الحركاصة″ بحي القصور قليلا يذكر مع أصحابه7، وعمد هو وفقراؤه إلى جمع الأموال قصد شراء الأراضي والدور المحيطة بمنزله، وقد أسندت مهمة شراء هذه الأملاك إلى الحسن الحجام8."
" ولما توفرت الإمكانات قام سيدي الحاج مَحمد النظيفي بإنشاء الزاوية الكبرى في حومة القصور بباب الفتوح سنة 1338هـ/1919م9، حيث أصبحت تعد أكبر زاوية تجانية بمدينة مراكش من حيث المساحة، وقد نظم فيها مع تلاوة الأوراد التجانية تلاوة القرآن الكريم، وإنشاد المدائح النبوية من نظمه ونظم غيره، وحلقات الدروس الدينية" والعلمية، وظل منذ إنشائها ملازما فيها إمامة الصلوات الخمس حتى أقعده المرض10.
الزاوية التجانية بحي بريمة في مراكش
يظهر أن أول زاوية تجانية تأسست بعد الزاوية التجانية بحي المواسين هي تلك التي تأسست بحي بريمة، ويعود تاريخ بنائها إلى سنة 1276هـ/1860م، بحسب ما جاء في رواية شفوية من عبد الله النظيفيين مقدم الزاوية التجانية ببريمة.
يعود السبب في تأسيس زاوية حي بريمة إلى أن الفقراء التجانيين كانوا يذكرون جماعة أول الأمر بجامع بريمة المتاخم للقصر السلطاني، فأهدى أحد الفقراء التجانيين إحدى دوره المقابلة للجامع لتتخذ كزاوية تجانية، فقام الفقراء التجانيون بهدم ذلك المنزل وتعاونوا في بناء زاويتهم1.
وتنقصنا المعلومات حول هذه الزاوية كثيراً خصوصا في بدايتها الأولى، وكل ما نتوفر عليه وثيقتان، إحداهما رسالة من الحاج الحسين الإفراني إلى من في زاوية بريمة من الفقراء التجانيين. والأخرى إجازة محمد بن لحسن المزوضي المعروف بـ: النـشاط، ينتمي لقبيلة مزوضة، وبها ولد، ودرس بمدرسة بوعنفير بأولاد بن سبع، فأخذ النحو عن لحسن أرسموك وعلوم القرآن عن عبد الحي بكور، ومنذ أن أصبح مقدما بالزاوية التجانية ببريمة وهو يقوم بالإرشاد والوعظ والتدريس بها، ويؤم الصلوات الخمس باستثناء صلاة الجمعة التي تصلى في الجامع، كما قام بإدخال الطريقة التجانية إلى منطقة بوعنفير2.
وقد درس على يديه بزاوية بريمة العديد من الطلاب. توفي الفقيه محمد بن لحسن المزوضي في مارس 1970م/1390م، ودفن بمقبرة باب أغمات3.
وخلفه الفقيه عبد العالي الرضواني في الإشراف على الزاوية دون أن يكون مقدماً، وهو إمام لأحد المساجد بحي الملاح، ومدررٌ يحفِّظ الأطفال القرآن، وقد كان يفتح الزاوية يوم الجمعة بعد صلاة العصر ليسمح للفقراء التجانيين بذكر الوظيفة والهيللة، وبقي الأمر كذلك إلى أن أصبح يُصلى في الزاوية الظهر فقط دون باقي الصلوات.
فبدأت أطماع البعض في تحويل هذه الزاوية إلى مقر لهم، فأخذت أعدادهم تتكاثر في أوقات الصلاة (دون أن تكون الصلاة فيها بدعة، وبعد رجوع الزاوية إلى نشاطها حرموا الصلاة فيها وبدعوا من يصلي فيها)، وأخذوا يعقدون حلقاتهم داخلها، فقام حفيد سيدي أحمد التجاني، سيدي محمد الكبير، بالتصدي لهم وإعادة تعمير الزاوية بالفقراء، وجعلها مركز إشعاع لكل التجانيين بالمدينة والجنوب المغربي، بل وكل أنحاء العالم4.
مجهودات فقراء الزاوية التجانية بحي بريمة
بعد أن أغلقت الزاوية التجانية ببريمة لمدة 8 سنوات، افتتح بها الفقراء التجانيون أول وظيفة بتاريخ 15-6-1996م5، لكنهم اصطدموا بأطماع بعض السلفيين في الاستحواذ على الزاوية، وهنا يبرز دور سيدي محمد الكبير الذي زار هذه الزاوية لأول مرة بتاريخ 16-3-1997م/7 ذي القعدة 1417هـ، وأخذ على عاتقه مسؤولية إعادة الحيوية والنشاط لهذه الزاوية، حيث أطلق عليها رضي الله عنه اسم: "الزاوية التجانية الكبرى لسيدي محمد الكبير التجاني بحي بريمة مراكش" تبركا باسم سيدي محمد الكبير بن سيدنا أحمد التجاني رضي الله عنه، حيث قام بتنظيمها، وجعلها عامرة بذكر الله، فبتاريخ 21-10-1997م تم تعيين الحاج محمد بن الحسن إماما للصلوات الخمس، وبتاريخ 30-12-1997م تم تعيين الفقيه الحجاوي الحسن إماما لصلاة التراويح، وبتاريخ 29-09-2000م تم تعيين إبراهيم الغزواني إماما لصلاة الصبح، كما تم تعينه فيما بعد إماما لصلاة التراويح بتاريخ 1 رمضان 1420/27-11-2000.
وقام سيدي محمد الكبير بتجديد بناء الزاوية بعدما تصدعت جدرانها القديمة، فأصبح بناؤها متينا، وزاد فيها طابقا آخر، وجعل ذكر الوظيفة بها يوميا...
وقد قام سيدي محمد الكبير بتعيين عبد الله النظيفيين6، مقدماً لهذه الزاوية.
وشجع كثيرا على القيام بعدة أنشطة بالزاوية، لا تقتصر على الوظيفة والهيللة بل امتد إشعاعها إلى تعليم الصغار والشباب والكبار.
البرامج التثقيفية الخاصة بالكبار
يقوم القيمون على الزاوية التجانية بحي بريمة منذ سنة 1997م، بإلقاء دروس مختلفة بالزاوية؛ ففي الأيام العادية يستفيد عموم الناس من دروس ما بين صلاتي المغرب والعشاء، حيث يتم سرد بعض الكتب مع شرحها ككتاب: الفقه على المذاهب الأربعة، قسم العبادات، وكتاب: الخلاصة الفقهية على مذهب السادة المالكية، لمحمد العربي القروي. ومنهاج الواردين لمحمد بن الحسن الحسني وفي الأيام التي تسبق بعض المناسبات تلقى بالزاوية دروس تتعلق بتلك المناسبات؛ فمثلا قبل حلول عيد المولد النبوي تفتتح دروس في السيرة النبوية، حيث يتم سرد عدة كتب متخصصة.
وتفتتح الدروس الخاصة بهذه المناسبة منذ فاتح صفر وتستمر إلى السبت الثاني بعد مرور العيد النبوي، حيث يتم الاحتفال بهذه المناسبة بحفل يحضره كل فقراء الزاوية ومن رغب من عموم الناس. و يتم خلاله إنشاد الأمداح النبوية والقصائد التي تتعلق بالمناسبة، كما يتم إلقاء الكلمات والخطب التي تبرز مزايا الرسول صلى الله عليه وسلم.
وفي شهر رمضان الأبرك يضاف درس آخر؛ إذ يلقى الدرس الأول قبل صلاة المغرب، ويدور موضوعه حول الفرائض والسنن الخاصة برمضان، أما الدرس الثاني والذي يلقى قبل صلاة العشاء فتسرد فيه الأحاديث الخاصة برمضان مع شرحها بالاعتماد على بعض الكتب الخاصة بهذا المجال.
كما تلقى في الزاوية دروس بمناسبة الحج وعاشوراء والإسراء والمعراج...
ويستفيد الفقراء التجانيون من دروس في فقه الطريقة التجانية وتراجم أعلامها بالاعتماد على الكتب الخاصة بفقه الطريقة.
البرامج التعليمية الخاصة بالشباب والصغار
تتميز الزاوية التجانية الكبرى لسيدي محمد الكبير التجاني بحي بريمة، بوجود أتباع لها من مختلف الفئات العمرية، ابتداء من الصغار حتى الشيوخ، وتولي الزاوية التجانية هذه اهتماما بالغا لفئتي الشباب والصغار، فبالإضافة إلى تعلمهم بالمدارس الرسمية، فإن القيّمين على الزاوية يضعون سنويا لصالحهم برامج تعليمية وتربوية تهم الأمور الدينية أساسا، من تحفيظ للقرآن والفقه بما فيها تعلم بعض مبادئ الطريقة التجانية، وتتكون هذه البرامج عادة من العناصر الآتية:
- تحفيظ القرآن
- الرحلات
- تأسيس مجلة
- الاحتفال بعيد المولد النبوي
أنوار أصبان
اسم الزاوية: الزاوية التجانية الكبرى لسيدي محمد الكبير التجاني
العنوان الكامل: أمام مسجد بريمة - ساحة المسجد - حي بريمة بمراكش
المؤسس: الفقيه المزوضي
سنة البناء: 1276هـ/ 1860م
***************
المقدمون:
اسم المقدم الأول: محمد بن لحسن المزوضي المعروف بـ: النـشاط (متوفى)
اسم المكلف بأمور الزاوية: الفقيه عبد العالي الرضواني (متوفى)
اسم المقدم الحالي: عبد الله النظيفيين
***************
برنامج المحراب:
الوظيفة:
أوقات الأداء: بعد المغرب في الصيف وبعد العشاء في الشتاء
الهيللة:
وقت الأداء: متصلة بالغروب، وقبلها وظيفة يوم الجمعة بعد صلاة العصر.
المناسبات:
- الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم (السبت الأول بعد العيد.)
الزاوية التجانية بباب أيلان - مراكش
كانت الزاوية التجانية بباب أيلان كغيرها من الزوايا التجانية بمراكش تقوم بدورها في هداية الخلق وتربية المريدين وإقامة الصلوات الخمس بها، كما يحتفل بها بالعيد النبوي في اليوم الثالث من أيام العيد.
تقع الزاوية بحي باب أيلان، بدرب "قائد راسوا"، أنشأها سيدي أحمد محمود بن سيدي محمد أحنيني بن سيدي أحمد بن الفضيل بن أحمد بن صالح بن ابراهيم بن عبد المومن بن عبد الله بن محمد الصالح بن أحمد بن المفضل بن عز الدين بن العالم عبد المؤمن البسكري بن عبد الوهاب بن عبد الله الذي بصل نسبه إلى سيدنا الحسن المثنى بن الحسن السبط بن فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. الشاوي الأصل بالمشرق ثم البسكري ثم الواروني،1 وكان أول من دخل من أجداده المغرب صالح الذي استقر في بني صبيح بأرض لكتاوة.2
ولد سيدي أحمد محمود في ضحوة يوم الأحد 2 جمادى الأولى عام 1247هـ/1831م،3 وأخذ الطريقة التجانية عن سيدي محمد بن محمد الصغير الشنجيطي سنة 1275هـ/1858م،4 ثم منحه العلامة سيدي مَحمد أكنسوس الإذن في تلقين الأوراد لمن طلبها منه،5 كما أخذ الطريقة تبركا من سيدي محمد العربي بن السائح،6 ويعتبر من المقدمين البارزين في الطريقة التجانية، وقد أسس زاويته هذه في وقت غير معروف، وقام بها أحسن قيام، كما ساهم في إغناء التراث الأدبي التجاني من خلال مجموعة من الأشعار في مدح الطريقة وشيخها.
توفي سيدي أحمد محمود في شهر ذي القعدة الحرام سنة 1319هـ/1901م، ودفن بموطنه بالبحيرة من قبيلة الرحامنة، إحدى القبائل المجاورة لمدينة مراكش،7 وخلفه مولاي الطاهر في التقديم على الزاوية إلى أن وافته المنية في 16-4- 1986م/1407م ، ليخلفه بدوره ابنه سيدي محمد الحبيب وهو المقدم الحالي بالزاوية.
وقد كانت هذه الزاوية كغيرها من الزوايا التجانية بمراكش تقوم بدورها على أكمل وجه، من هداية الخلق وتربية المريدين وإقامة الصلوات الخمس بها، كما يحتفل بها بالعيد النبوي في اليوم الثالث من العيد أي في 14 ربيع الأول من كل سنة.
لزاوية التجانية بحي المواسين - مراكش
تعتبر الزاوية التجانية بحي المواسين أول زاوية تجانية تأسست بجنوب المغرب، وذلك سنة 1262هـ/1846م، على يد العلامة الشهير سيدي محمد أكنسوس بمساهمة من السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان.
التأسيس الأولي للزاوية التجانية بمراكش:
دخل سيدي محمد أكنسوس مدينة مراكش واستقر بحي المواسين سنة 1248هـ/1833م، وهنا يجب أن نشير إلى أنه ليس أول تجاني يستقر بالمدينة، فهناك بعض أبناء المدينة الذين أخذوا الطريقة التجانية، ولكن الذي يميزه عن باقي التجانيين بمراكش هو أنه أول مقدم يدخل المدينة – أي له الحق في تلقين الأوراد-.
كان الفقراء التجانيون يجتمعون في أول الأمر بمسجد ابن يوسف تحت القبة المعروفة باسم ″مولاي سليمان″ لذكر الوظيفة حتى بلغ عدد من يحضرها أربعين نفرا، فأصبح من الواجب أن يتخذ التجانيون مكانا خاصا بهم لاجتماعهم، فطلب سيدي محمد أكنسوس من السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان - نظرا للعلاقة الطيبة التي تجمعه به - أن يساعده في توفير مكان لإقامة زاوية تجانية، فما كان من هذا الأخير إلا أن وهبه مسجدا مهجورا، فكان بمثابة النواة الأولى التي تأسست عليها الزاوية، وبعد ذلك تم شراء أحد المنازل المجاورة لتوسيعها، وهكذا تم إنشاء أول زاوية تجانية بالمدينة الحمراء سنة 1262هـ/1846م بحي المواسين.
أنوار أصبان
شعبة التاريخ
طالب باحث - جامعة القاضي عياض
مراكش