مراكش الحمراء

مرحبا بك اخي كعضو جديد

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مراكش الحمراء

مرحبا بك اخي كعضو جديد

مراكش الحمراء

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مراكش الحمراء

منتدى اشهاري لمدينة مراكش لكل من يود التعرف على المدينة او زيارتها


    لعرب اون لاين مراكش الحمراء.. سحر من ألف ليلة وليلة

    avatar
    Abdou
    Admin


    المساهمات : 249
    تاريخ التسجيل : 05/02/2010
    العمر : 51
    الموقع : المغرب مراكش

    لعرب اون لاين      مراكش الحمراء.. سحر من ألف ليلة وليلة Empty لعرب اون لاين مراكش الحمراء.. سحر من ألف ليلة وليلة

    مُساهمة من طرف Abdou الجمعة مارس 19, 2010 9:27 am

    مراكش الحمراء.. سحر من ألف ليلة وليلة



    المغرب- العرب أونلاين- الحسين عبد الرحمن: تبقى السياحة فيها رحلة لا تنسى من الذكريات، وليلة الوداع يحرص الكثير من السياح على رؤية مشهد الغروب، وقتها تتحول المدينة إلى لون قرمزي يبعث الدفء في قلب كل من يزورها، ويهون عليه قرار الرحيل.

    ما يقال عن روما يصلح أن يقال عن هذه المدينة، فكل الطرق تؤدي إلى مراكش؛ فهي العاصمة الجنوبية للمملكة المغربية الشقيقة، وهي أشبه بواحة وسط الصحراء، تحيط بها الأسوار من كل جانب، فيحد الجانب الشرقي من المدينة ارتفاعات جبلية هي امتداد سلسلة الجبال في شمال أفريقيا.

    حيث قرى البربر التي شهدت الازدهار والتنوير بعد الفتوحات الإسلامية منذ 900 عام، وإلى الجنوب تقع مدينة جوليميم الصغيرة والتي تعرف باسم بوابة الصحراء، لكونها أشهر سوق لتجارة النوق والجمال في العالم. كما يحد مراكش من الغرب شواطئ تطل على المحيط الأطلسي وتعرف باسم الريفييرا المغربية، وهي تمتاز عن نظيرتها الفرنسية بدفء المياه وسحر المنظر وبانتشار قرى الصيادين.

    والتي يطلق على أهلها اسم الزرق، وذلك لوشم أجسادهم باللون الأزرق، أو ربما للون ثيابهم المائل إلى زرقة البحر، وككل المدن القديمة المحصنة لمراكش أبواب ضخمة وأقفال هائلة ومفاتيح ثقال وتاريخ طويل من صد الغزاة وقهر الطامعين.

    وتفيض مدينة مراكش بمتعتها وألوانها، فتتحول كل صباح إلى لوحة تمتع العين وتدخل البهجة إلى نفوس ناسها وسياحها، كلما فتحت دكاكين وأسواق مدينتها القديمة أمام سكانها وزوارها، خصوصا تلك الأزقة المتعرجة في قلب المدينة القديمة.

    تبدو "البهجة"، وهذا أحد أجمل ألقاب مراكش، مثل فاتنة تتعلق بها الأفئدة وتهفو إليها النفوس، بسمائها الصافية الزرقة وطقسها الساخن وليلها الساحر.

    من ينزل في ضيافتها، بعد أن تقبل به زائرا وسائحا، لا يطيق فراقها، ومن يسمع عنها، يعش مُنتظرا زيارتها في شوق كبير، أما اسم "مراكش" فقد صار اليوم، وعبر العالم، ماركة سياحية مسجلة، وعنوانا يرادف راحة البال ومتعة الاستجمام. وقبل أن تتحول مراكش، في حاضرها، إلى وجهة مفضلة، يهيم بها زوار الداخل والخارج، كانت عاشت ماضيها بكل البهاء المطلوب. دروبها وأزقتها القديمة شاهد وعنوان عن أُسَر حاكمة تعاقبت على حكم المغرب.

    تألق فيها العلماء والشعراء والأطباء والفلاسفة، أمثال ابن رشد وغيره من أعلام الحضارة العربية الإسلامية، بعد أن تحرى المرابطون وضع أول حجر من تأسيس بنائها على برج العقرب الذي هو برج الغبطة والسرور، لتبقى دائما دار سرور وحبور.

    وأخضعها الموحدون، قبل أن ينطلقوا منها لإخضاع باقي الغرب الإسلامي ويضيفوا قرونا إلى وجود المسلمين بالأندلس، أما السعديون فلاتزال قبورهم ومدارسهم وبناياتهم شاهدة، قبل أن تتواصل الحكاية مع سلاطين وملوك العلويين.

    عند بزوغ أول شعاع للفجر تتحول مراكش إلى قلب يتدفق بنبض الحياة وروح الإصرارعلى البقاء، ولكن قبل أن تبدأ في جولتك السياحية لابد أن تستعين بمرشد سياحي معتمد، يعينك على التجول في المدينة؛ فحتى السائح الخبير بالاتجاهات والذي جاب البلاد شرقا وغربا وسلح نفسه بالمعرفة والخرائط والكتيبات يمكنه أن يضل الطريق ويفقد الأثر، فكثير ما تجد نفسك مأخوذا بسحر المكان فتسلمك المشاهد لبعضها وتقودك إلى متاهات من الأزقة والحارات والشعاب المتشابهة حتى تجد نفسك تسير في شيء أشبه بالمتاهة.

    ومراكش هي "وُرَيدة بين النخيل"، أي وردة كما تقول إحدى الأغاني المغربية، وعلى الرغم من أن الشمس تسكن سطحها وسماءها على مدار العام، فإن حدائق البيلك والمنارة وأكَدال وماجوريل ومولاي عبد السلام تثير التعجب والحيرة.

    وفي مراكش، كلما ضاقت الأزقة على المارة انفتح في الماضي بابٌ يقود نحو عوالم من فتنة العمارة وبهاء النقش، تتناسق وألوان البضائع التقليدية المعروضة للبيع.

    وفي داخل البنايات التاريخية للمدينة، نكون مع عوالم من التشكيل الفاتن: مدارسها العتيقة بزليجها وأقواسها، ومساجدها بصوامعها، أما دورها العتيقة فتحولت إلى دور ضيافة ومساكن يستدرك فيها سكان جدد، أتوا مدينة تعشقها الشمس من مدن يسكنها الضباب وتقتلها برودة الطقس، بعضا من الدفء المفتقد والحياة الهنية.

    والواقع أن التجول بين أزقة المدينة العتيقة، قبل أن يكون راحة بال، هو متعة عين، أيضا. محال تفيض بمعروضاتها وتحفها، وعبارة "اللي ما اشْرا يتْنزّه "إذا لم تشتر، فتنزه بين المعروضات"" تقال هنا بكل لغات العالم.

    لا توجد مدينة لها من الغموض والسحر ما يجعلك تعيش صفحات من خيال ألف ليلة وليلة مثل مدينة مراكش، تلك المدينة ذات الألف عام، والمخبأة في أحضان التاريخ والتي قال فيها الغزاة قصائد مزجت فيها حلاوة العشق بمرارة الهزيمة، تحيط بها أسوار شاهقة صدت عنها الغزاة قديما وجذبت لها الزوار حديثا، ولعبت على مر العصور دور البوتقة التي صهرت الهويتين الأفريقية والإسلامية في دماء أهلها بشكل فريد.

    مثل العديد من المدن المغربية تمتاز مراكش بالتناقضات ففي فترات الظهيرة يخيم الهدوء على المدينة بأكملها، وتتحول إلى أميرة نائمة في سبات عميق لا يوقظها منه سوى نسمات باردة تهب من المحيط؛ فإذا بالشوارع تضج بالمارة وتمتلئ الأسواق بالسياح والباعة والمشترين، ويصبح لا مكان في مركز المدينة لقدم.

    ويطلق على مركز مدينة مراكش اسم ساحة الفنا وهي ساحة كبيرة اشتهرت في العصور الماضية بجمهرة الناس للشهادة على إقامة الحدود، ثم تحولت مع الزمن إلى سوق كبير يختلط فيه السياح بالباعة المتجولين ورواد المطاعم والسياح المصطافين.

    ومن المشاهد المألوفة في ساحة الفنا المراكشية رؤية استعراض الثعابين المروضة، والحركات البهلوانية واللعب بالنار، وبيع الصابون العطري وخلطات الجمال السحرية بينما وسط هذه اللوحة الصاخبة بالأحداث هناك من يجلس على طاولات المقاهي بهدوء لاحتساء الشاي المنعنع والمحلى بالسكر.

    ويصطف على أرصفة الساحة عدد كبير من النسوة المتخصصات في صناعة الخلطات السرية من الزيوت والأعشاب والعطور، ويكفي أن يقترب السائح من إحداهن ويشرح لها طلبه فتناوله الخلطة المناسبة للعلاج بكل ثقة.

    وبعضهن من تفلح في إقناع مشتري الأعشاب بقراءة الكف أو الفنجان أوالنجوم، وتنتقل متعة المشاهدة إلى أرصفة أخرى من الميدان ينتشر عليها باعة الماء والعصائر والعرقسوس وفرق موسيقية تعزف ألحانا شرقية أصيلة.

    يمكنك أن ترى مشهدا ممتعا كاملا في كل التفاتة، وكأنه مسرح كبير يعج بالممثلين والفنانين، ولكنه مسرح غير تقليدي بلا خشبة أوستارة أو موعد عرض وإنما أرصفة وبنايات وعرض مستمر دون انقطاع.

    هذا المشهد المراكشي الأصيل هو ما دفع بآلاف السياح للتوافد على هذه المدينة على مر السنين، وفي فترة من الفترات كادت تتحول نقطة الجذب السياحي تلك إلى نقطة ميتة مظلمة، عندما ظهرت خطة بتحويل هذه الساحة إلى موقف عام للسيارات، إلا أنه ولحسن الحظ لم يتم تنفيذ الخطة.

    وعاد لأهل مراكش بهاء ساحة الفنا التي يعتبرونها الرئة الحقيقية التي يتنفسون منها ومن دونها لن يكون هناك سبيل للحياة. على مقربة من الساحة العامة وسط مدينة مراكش يوجد سوق للتحف والسجاد، ربما لن تجد الجودة الكافية للشراء، لكن متعة التجول في السوق لن تمنعك من سؤال الباعة عن الأسعار.

    وستدرك من ارتفاعها أنها بضائع مخصصة للسياح، فأهل مراكش أنفسهم لا يتسوقون منها ولا يستخدمون أزقة السوق إلا مرور الكرام رغبة في اختصارالطريق، وأفضل نصيحة إن أردت أن تتسوق أو تشتري هدايا تقليدية أو تتناول طعاما عليك أن تذهب حيث يذهب أهل البلاد وتشتري من حيث يشترون، فهناك ستضمن الجودة والسعر المناسب.

    أبرز ما في مراكش من جمال يتجلى في البيوت التقليدية الجميلة التي تقع خلف أبواب المدينة ويطلق عليها اسم الرياض، وهي بيوت وجهاء وأثرياء مراكش الذين كانوا يسكنونها فترة من الزمان ثم هجروها للعيش في بيوت على الطراز الفرنسي في الأحياء الراقية من المدينة؛ فباعوا الرياض إلى تجار أوروبيين حولوها إلى فنادق للسياح، وبات يسكنها المشاهير والأثرياء من جميع أنحاء العالم.

    والذين يفدون إلى مراكش مأخوذين بسحر المكان والفن القديم، وبعض هذه الرياض باتت ملكا للمشاهير أمثال مصمم الأزياء الفرنسي جان بول جليتير والمغني البريطاني جورج مايكل والممثلة البريطانية كايت وينسليت بطلة فيلم تيتانيك، واجتمع كلهم على أن السحر العجيب في جمال الصحراء وروعة المعمار الإسلامي يجعل من الرياض روضة من الجنة.

    ومن يزور مراكش لابد أن يستمتع بالمطبخ المغربي وأطباقه الشهية في المطاعم العديدة ذات الطراز الاسلامي والنقوش المراكشية ذات الألوان الزاهية؛ فوجبة العشاء في مطاعم مراكش تدليل للنفس وبهجة من الأطعمة الغنية بالنكهات، وأشهر ما يقدمه المطبخ المراكشي في المغرب هو رأس الغنم المطهي في التنور بالبهارات على نار هادئة على مدى أربع وعشرين ساعة.

    وهناك حساء الحريرة الشهير المطهي من لحم الغنم والخضروات وأكلة الكسكس الشهيرة والعديد من الطواجن التي تمتزج فيها الخضراوات بالفواكه المطهية في مرقة من اللحم.

    وتضاف إليها المكسرات، ومن أشهر المطاعم في مدينة مراكش مطعم علاء الدين الذي يتصدر ساحة الفنا الكبيرة ويتميز ببوابته الفارهة ذات النقوش الذهبية والتي تعد معلما من معالم مراكش، كما تكثر المطاعم على جانبي الساحة تقدم اللحم المشوي والأرز والحلوى وأكواب الشاي بالنعناع.

    وتبقى مراكش من ضمن الوجهات المفضلة بالنسبة إلى سياح القارة الأميركية إلى جانب آكادير، حيث جاءت الولايات المتحدة الأميركية في المقدمة بـ2135 سائحا خلال هذه الفترة، بارتفاع 58 في المائة.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس أكتوبر 10, 2024 1:48 am