"كتاب كنت اشتغلت بجمعه سنة 1354هـ فالتي بعدها، لإظهار مراكش وعظمتها من كل ناحية أيام اللمتونيين والموحدين، فكان عهد اللمتونيين يتم تحريرا، وقد جمع للعهد الثاني مواد كثيرة، إذ بهذا النفي انقض علينا، فغادرنا هنا بعيدين عن الخزائن العامرة، فبقي ذلك الكتاب يندب شجوه، بعدما سمع من مولاي عبد الله أنه سيكون أول كتاب في بابه، وقد كنت أنوي أن أعارض به عصر المامون، لتعرف بغداد الشرق، أن بغداد الغرب أيضا لها ما لها، ولعل الله يسر الرجوع فيكون الكتاب أول ما نشتغل به، ولعل المهمة الآن بعد طبع تاريخ مراكش، أسهل مما كانت، وذلك إلى الغد، ومن يدري ما سيأتي به الغد؟".
هذا كلام والدنا في مخطوط كتابه "المؤلفون السوسيون" عند التعريف بكتابه هذا "مراكش في عصرها الذهبي"، ويذكر أيضا في صفحة من مقدمة كتابه ”سوس العالمة” تعريفا آخر ذكر فيه: "… وقد كنت أجمع كتابا في ذلك سميته ”مراكش في عصرها الذهبي” مشيت فيه خطوات، ومقصودي إظهار مراكش كما هي سياسيا وعلميا وأدبيا واجتماعيا في عصر المرابطين والموحدين، وبينما أنا منكب على جمع المواد ـ وما أكثرها ـ بمناسبة استيفاء مراكش إذ ذاك سنة 1354هـ، تسعمائة سنة، إذا بالنفي مختتم 1355هـ نادى مناديه، فتركت على رغمي الكتابة حول مراكش الذهبية، التي هي العاصمة العظيمة للمغرب ردحا من الزمان، إلى الكتابة حول تلك القبائل التي تكانف هذه القرية الساذجة المغمورة ”إلغ” (ولو خيرت لاخترت)…".
هذان تعريفان لهذا الكتاب المخطوط، حيث يستشف منهما أن مؤلفه لم تتح له الفرصة لإتمامه بسبب صدور قرار نفيه من مراكش إلى قريته ”إلغ” فترك ما تم جمعه في ملف كبير وجدنا فيه المواد كلها التي تخصه وكنانيش صغيرة خط فيها ما حاول تجميعه، حيث إن شطر فترة المرابطين قد تم تحريره تقريبا بالكامل، مع وجود مواد عديدة للشطر الثاني الخاص بالموحدين، ونذكر كذلك بالمناسبة أننا وجدنا في داخل هذا الملف عدة تراجم لأعلام ومواد تاريخية وتقاييد عديدة بعدة خطوط، وبعضها كتب بخط مؤرخ آسفي المرحوم محمد الكانوني الذي كان خير معين للمؤلف في جمع مواد كتابه هذا حيث نقرأ في الصفحة 38 من كتاب والدنا ”ذكريات” عند ذكره له (… ثم حين كنت أشتغل في كتابة ”مراكش في عصرها الذهبي” كان لي خير معين يطالع ويقيد وينسخ، ونحن في جنة وحبور، وأنس لا يعلم مقداره إلا الله…).
وختاما لا نطيل على القارئ ونتركه يقرأ في هذا الموضوع بعض العناوين التي اخترناها وهي أنموذج من هذا المخطوط، ولكي يعرف ويطلع على المسالك التي سلكها المؤلف في كتابته لهذا الكتاب سنضع فهرسا (أوليا) لعناوين المحتويات التي ضمها، ونشير كذلك في هذه العجالة أن هذا المؤلف هو أول مؤلف تاريخي اشتغل به والدنا وثالث مؤلف له في بدايات تآليفه حيث إن كتابه ”حياة الشيخ الوالد” يعد أول محاولات تأليفه حيث ابتدأ الاشتغال به سنوات 1340هـ، ويأتي في المرتبة الثانية جمعه للكتابة حول أدباء سوس حوالي سنة 1342هـ أو قبلها بقليل ودليلنا هو ما كتبه في ترجمة سيدي داود الرسموكي في الجزء 18 ص: 376 من كتاب المعسو: "… هذا وقد كتبت إليه في ربيع الأول 1342 هـ أطلب منه ـ وأنا إذ ذاك في المدرسة اليوسفية في مراكش ـ أن يوافيني بآثاره الأدبية ومن ذلك الوقت كنت أهيئ للكتابة حول أدباء سوس، قبل أن تتكون الفكرة الخاصة للمعسول، وتنظيمه هكذا… ونشير كذلك إلى أننا حاولنا جهد المستطاع ووفقنا والحمد لله إلى تهييء وجمع كل ما وجدنا في الملف الذي ضم شتات هذا المؤلف، وهيأناه للطبع وقد يكون في جزء وسط يصل إلى حوالي 160 صفحة أو يزيد، وحرصنا أن لا نترك أو نضيع أي ورقة من الورقات العديدة المحتوية على المواد الخام لهذا المؤلف، والله المستعان وعليه التكلان".
في إطار التعريف بكتابات العلامة محمد المختار السوسي وخصوصا التاريخية منها ارتأينا أن نبرز هنا أولى كتاباته التاريخية ومخطوط كتابه ”مراكش في عصرها الذهبي” هو الشرارة الأولى التي أدخلته باب التاريخ، وسنقتصر في هذا الموضوع على هذا المخطوط من خلال نشر بعض عناوينه، ونعتذر على عدم ذكر الهوامش لأنها عديدة.
ابن حوقل من بغداد إلى أغمات:
في أواسط القرن الرابع الهجري خرج من بغداد ـ حاضرة الشرق إذ ذاك ـ ابن حوقل، الجغرافي السائح، يتقرى الأقطار، ويزور المدن، ويخوض الأمم، ويعتبر باختلاف العمران، ويوازن بين الحضارات، حتى وصل به المطاف إلى أغمات ـ عاصمة الجنوب المغربي إذ ذاك ـ فوصف ما بهره مما رأى حولها من جنات ألفاف، وحدائق غلب، وحقول تفيض بالقطن وقصب السكر، وبمتنوع الحبوب، ومختلف الفواكه، فحكم بأنه ليس بالمغرب، أجمع بلد ولا ناحية أكثر أشجارا، ولا أجمع لفنون المآكل والمشارب، ولا أرفه عمرانا، ولا أخصب أرضا، ولا أحفل زرعا، مما شاهده بأغمات وأحوازها، وما كان يخطر بخلده أنه بعد قرن من يومه ذاك، ستشاد في موقع بصره من غربي أغمات، مدينة زاهرة، وعاصمة كبرى، وبغداد جديدة، سترفع للحضارة لواء خفاقا، وتبني للاسلام صرحا عاليا، وتفتح للمدنية مهيعا لاحبا، وينتشر لها من الذكر الطيب، والشهرة الطائرة، ما يحمل أفذاذ الرجال على أن يضربوا أكباد الإبل إليها، ويحفز العباقرة لأن يجلبوا إليها منتوجات الأفكار، وثمرات القرائح، ومخترعات العقول.
عرف ابن حوقل بغداد ومساجدها الفيحاء، وشوارعها المتسعة التي تكتظ بالسكان، وتعج بالذين يؤمونها في مشارق الأرض ومغاربها، وشاهد منها المنتديات الحافلة بأعاظم العلماء، وجهابذة الحفاظ، ومصاقع الشعراء، ومفوهي الخطباء، الذين تزدان بهم نواديها، ودرى أسواقها التي تجبى إليها ثمرات كل شيء، من أقصى الصين إلى أقصى المغرب، ولاشك أنه يستصغر مدينة أغمات أمام عينيه، ويعدها كبعض تلك القرى الصغيرة المنتبذة في ضواحي الكرخ ودار القطن والرصافة في بغداد، ولكن من له أن يعلم بأن في مسارح بصره عن ذلك البسيط الذي يتراءى له من الجبيلات إلى أغمات، مهبط مدينة ستكون سرحتها فينانة، وريفة الظلال، مخضرة الأوراق، ملتفة الأغصان، يتنافس في ثمارها كل من سمع بعظمتها وجلالتها التي تصلها في دولة الموحدين الخالدة الآثار، ويتطلع إلى رؤيتها، وإلى زيارة قصورها، والتمتع برؤيا بديعها، في دولة الشرفاء السعديين، الذين وسموا جبينها بغرة وضاءة، يتلألأ نورها في الأنظار، وتحلو أخبارها في الأسماع، حتى يتمنى أكابر الملوك أن لو وجدوا إلى معاضدة ملوكها سبيلا وإلى النجاة من عساكرها الجرارة واقيا.
العواصم في شمال إفريقيا الغربي والأندلس قبل مراكش:
تدفق المسلمون بعد أن آنسوا من جيوشهم القوة الكافية على ربوع العالم الإفريقي ليبلغوا رسالات ربهم، وليركزوا أعلام المدنية والعمران في مختلف الأمم، وليحرروا الشعوب الراسفة في أغلال العبودية، وسلاسل الجهل، فبلغت طلائعهم تونس، فأسسوا القيروان 50 هـ، مستقرا يأوون إليه، ويتخذونه مجنا دون ثورات البربر المتوالية عليهم حينا بعد حين، فكانت القيروان أول مدينة إسلامية أقيمت في شمال افريقيا الغربي، بعد أن شيدتها أول موجة إسلامية وصلت إلى تونس، فدامت عاصمة وحدة للقيادة العامة لمسالح ما وراءها إلى ضفاف بحر الظلمات الأطلنطيكي، حتى هاجمت مملكة القوطيين في شمال شبه جزيرة الأندلس 92هـ فضمتها إلى إيالتها، وآوتها تحت كنفها، فصارت تابعة لها.
بقيت الأندلس تابعة للقيروان، إلى أن حلق في جوها 138هـ عبد الرحمان الداخل (صقر قريش) واستقل بها، فاتخذ قرطبة عاصمة للدولة المروانية العتيدة، وفي ذلك الحين نفسه انشق عن القيروان بسجلماسة بنومدرار 140 هـ ـ 366 هـ، وبتامسنا البورغواطيون 127 هـ ـ 453هـ، وبتاهارت قبائل من الأباضيين 140هـ ـ 300 هـ، ثم بعد ذلك انقض الأدارسة على المغرب 172هـ ـ 313هـ، فأسسوا فاسا الخالدة 192هـ، فتعددت الدول وتعددت العواصم بطبيعة الحال، فانجلت أواخر القرن الثاني عن هذه العواصم الست: قرطبة، تاهارت، سجلماسة، فاس، تامسنا، القيروان واستمرت كذلك في جميع القرن الثالث حتى تفجرت جيوش العبيديين، فقضوا على تاهارت والقيروان، وكادوا يقضون على فاس وسلجماسة، فأسسوا المهدية 300 هـ، التي ما عاشت إلا نصف قرن حتى غادرها المعز إلى القاهرة المعزية 357هـ على ضفاف وادي النيل، حيث أنسته مصر افريقيا، فسلمها للبلكينيين الذين ردوا إلى القيروان عاصمتهم حياة جديدة، تذكرها بالأغالبة الأباة ثم غادروها إلى قلعة حماد.
بقي المغرب الأقصى وفاس لا تزال عاصمة البلاد كرة يتلقفها آونة صولجان قرطبة، وحينا تسقط في حجر خلفاء العبيديين، فمنذ ابتداء القرن الرابع إلى انتهائه، وبلاد المغرب مسرح لجيوش المروانيين الأندلسيين وعساكر الفاطميين الشيعيين.
يوسف بن تاشفين في الميـدان 453 هـ:
هكذا يبني الله سنن الكون يبدو الشيء صغيرا ضئيلا تقتحمه الأبصار، وتزدريه العيون، وتستقله العقول، وتجتازه الآمال استحقارا، ثم لا يدور الزمان دورته، حتى يلفتك من ذلك الضئيل، مثل تلك الجذور التي ترسلها البذرة في أحشاء التربة الطيبة، إذا اختمرت وهمت أن تؤدي وظيفتها في الوجود، ثم لا تزال تستوقف الأبصار شيئا فشيئا، حتى تستكمل قوتها، وتبرز آية الكون، فتكون الحدق الشاخصة إليها كأنها شدت بها أهدابها تعجبا، «سنة الله، ولن تجد لسنة الله تبديلا.
ذلك مثل يوسف، فإنه لما استخلفه ابن عمه، وودعه في سجلماسة، وترك له نصف الجيش، ربما لا يظنه ظان إلا أنه صحراوي عادي، لا يهمه إلا أن يجد الظل الوريف، فيتفيأه متى وجد إليه سبيلا، أو العيش الرغد اللذيذ الذي هو كل ما يحلم به أصحاب شظف العيش، فيظل عليه عاكفا، ومن ذا الذي يظن أن بين جنبيه تلك الهمة الوثابة، الطموح التي لا تؤثر فيها مدنية الأندلس الخلابة، ولا قصورها المشيدة، وإن في صدره وثنايا قلبه من الورع والدين والإخلاص والتضحية والعزوف، ما يحمله على أن لا يلازم بردته البدوية، وعيشه الخشن، وصلابته في الدين التي لا تغمز قناتها، منذ تولى سنة 452 هـ حتى استوفى 47 سنة لا تعلى يده، ولا ترد مشيئته.
مراكش تؤسس 454 هـ:
كان أبو بكر لما آب من تلك الحروب التي ذكرنا أنه أطل بها على أحواز فاس نزل بأغمات التي اتخذها عاصمة للدولة، فلما استقر فيها بعساكره الجرارة وأصحابه الغرباء الصحراويين الذين لا يمتطون غالبا إلا الإبل، اشتكى الأغماتيون تأذيه بازدحام الجيش، وضيق الأقوات على السكان بذلك، وربما اشتكى إليه الجند الصحراوي أيضا بعد المراعي التي ينتجعونها لإبلهم، لأن ما حوالي أغمات بساتين ممتدة، وحقول مزروعة، وقلما يتأتى معها مسارح رحبة لإبل هذا الجيش العرمرم، فاستشارهم في مكان يليق لنزوله، ويتسع لجيشه، فقالوا له: قد نظرنا لك أيها الأمير موضع صحراء رحب الساحة، واسع الفناء، يليق بمقصدك، ويكون نفيس جنانها، وبلاد دكالة فدانها، وزمام جبال درن بيد أميرها، فركب الأمير مع قومه الملثمين، وأشياخ المصامدة ووجوه الناس، وساروا معه إلى بسيط (مراكش)، وهو خلاء لا أنيس به إلا الغزلان والنعام، ولا ينبت إلا السدر والحنظل… فانتقل إلى تلك الرحبة، فوجد فيها من المسرح الخصيب للجمال والدواب ما غبطهم فيها، وشرع الناس في بناء الدور من غير تسوير عليها، فبينما الأمير أبو بكر بن عمر قد نزل بها وأخذ في بناء الديار، إذ وفد عليه رسول من قبيلة لمتونة بالصحراء يعلمه أن ”كدالة” أغارت عليهم، فكانت بينهم فتنة دائمة، فاستخلف ابن عمه يوسف على المغرب فدخل الصحراء لإصراخهم، ولأخذ ثأرهم من عدوهم.
إذن أول من فكر في تأسيس مراكش هو أبو بكر، ولكنه غادرها قبل أن يتم الأساس، ثم لما استخلف يوسف وتفرق الأميران في سجلماسة فأصحر أبو بكر نحو الجنوب، وأصعد خليفته إلى الشمال فأقبل يستقر المغرب بلدا بلدا، ويتتبعه قبيلة قبيلة بعدما فرق جيشه الكثيف الذي يناهز 40 ألفا إلى خمسة فيالق فرأى منه المغراويون واليفرنيون هزبرا لا يقاوم، ومنصورا لا ترتد له راية، ثم مال إلى جهة الجنوب يتفقد أغمات وما إليها، وينظر في العاصمة الجديدة، فبنى فيها قصبة صغيرة ومسجدا أحاط به سورا، كان هو ممن يعمل في بنائه مع العملة احتسابا، ثم نزل في القصبة بجيشه وسلاحه وعتاده، ونزل الأجناد في الخيام حواليها، وكان أول محل أسس مراكش ما يسمى اليوم بـ(السجينة) و(سور الحجر) وأثر السور المتصل بالمسجد لا يزال ماثلا، ولم يكن ذلك البسيط بذي ماء جار حينئذ، فحفر من الآبار ما يسد حاجة الناس.
فكانت هذه النواة الصغيرة التي تم بذرها سنة 454هـ أصل هذه المدينة العظيمة الفسيحة الأرجاء، المكتظة بالسكان، التي تؤوينا اليوم أسوارها، وتظلنا أشجارها، ونتهادى في شوارعها العظيمة، وننتدى في مساجدها الفسيحة، نرمي بأبصارنا إلى الأفق الغربي، فنرى وراء (جليز) وادي (تنسيفت) ينساب انسياب الأراقم في ارتياعها، ونردها إلى الشرقي، فيتجلى لنا جبل درن الذي نسميه اليوم «الأطلس<، وقد علته الثلوج، فيصبح ياقوتة خضراء مرصعة بالدرر البيضاء.
كل من لم ير الثلج الأبيض الناصع على الأطلس المستطيل، فوق غابات الزيتون والنخيل الممتدة أميالا كثيرة، وهي في اخضرارها الخالص تحت السماء الصافية التي تكاد تقطر غضارة، فلا يظن أنه رأى من مناظر المغرب شيئا، فقد سحر الوزير الانجليزي لويد جورج في هذه السنة بذلك حتى تمنى أن لو نسيه الدهر في الجنوب ولتطر بالمحافظين وبسياستهم الرياح الأربع.
هكذا بنى اللمتونيون عاصمتهم في سفح هذا الجبل العاتي لما آنسوا من أربابه من شدة الشكيمة، والأنفة من الانقياد والإباء من أن يسلسلوا لأوامر الدولة التي ينضوون تحت جناحها، لما فازوا به من كثرة العديد، فجاءت مراكش وسطا بين سفوح الجبال التي تتدفق أنهارا وتفيض غلالا، وبين بسائط دكالة ورحامنة وحمير التي تكون لها مادة دائمة بالحبوب.
فاس وسبتة وتلمسان تتبع مراكش الجديدة:
أجال يوسف وأركان حربه ابن عائشة، وسيدي ابن أبي بكر اللمتوني، ومزدلي، وعمر بن سليمان المسوقي،وصالح بن عمران، ومحمد بن تميم الكدالي، الرأي في اتخاذ السبل المؤدية لإتمام فتح المغرب، فاستكثروا من الجنود، واستنفروا القبائل، وحشروا قبائل جزولة ومصمودة بين أيديهم، حتى ناهز الجيش فيما يقولون مائة ألف، فصمدوا أولا إلى اليفرنيين فمثلوا عرشهم بسلا واحتلوها، ثم إلى المغراويين بفاس فاشتبكوا معهم في معارك تشيب لها الولدان، حتى خضعت فاس أخيرا تحت سنابك الخيل مرغمة، بعد أن كانت ثارت عليهم بعد
مدونة فونتي للذاكرة و التراث