مراكش الحمراء

مرحبا بك اخي كعضو جديد

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مراكش الحمراء

مرحبا بك اخي كعضو جديد

مراكش الحمراء

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مراكش الحمراء

منتدى اشهاري لمدينة مراكش لكل من يود التعرف على المدينة او زيارتها


    بلدة تينمل

    avatar
    Abdou
    Admin


    المساهمات : 249
    تاريخ التسجيل : 05/02/2010
    العمر : 51
    الموقع : المغرب مراكش

    بلدة تينمل Empty بلدة تينمل

    مُساهمة من طرف Abdou الإثنين أكتوبر 25, 2010 10:39 am

    اسم قرية صغيرة تقع وسط المجرى الجبلي لنهر نفيس أحد روافد نهر تانسيفت، وتقع على بعد حوالي 100 كلم جنوب غرب مراكش، على الطريق التي تربطها بتارودانت عبر الممر الجبلي المعروف (تيزي نتاست) وأقرب موقع لها هو تالات نيعقوب، وزاوية تاسافت، وقلاع القائد الكنتافي ومنازله، وتشتهر بوجود مسجد تينملل الموحدي الشهير في اراضيها

    وقد ارتبطت شهرة تينملل بظهور محمد بن تومرت الارغني زعيم الموحدين وانطلاق حركة دعوة الدولة الموحدية بين جبالها، ضد الدولة المرابطية، واصبحت بعد تأسيس دولتهم مدينتهم المقدسة التي يحج اليها ملوكهم وانصارهم باعتبارها رمز التاسيس وموطن اضرحة المؤسسين

    وقد ذكرها أغلب المؤرخين باسماء مختلفة ومنهم البيذق وابن القطان وابن خلدون والادريسي وصاحب الحلل الموشية وصاحب الروض المعطار وابن صاحب الصلاة وابن عذارى وصاحب التشوف وصاحب كتاب الاستبصار وليون الافريقي وصاحب رحلة الوافد

    ويدل معنى اسم (تينملل) الأمازيغي على المزار أو المحج أو الحرم، وكانت تعرف به قبل مجيء ابن تومرت اليها، لأنها كانت موجودة قبل قيام الحركة الموحدية، وكانت مزارا مقدسا تعقد فيه العهود والمواثيق بين القبائل المجاورة، مما جعل ابن تومرت أيضا يختارها لتكون نقطة انطلاق سعيه لتوحيد مصامدة جبل درن (أدرار ندرن)

    وكانت تينملل تتوسط بلاد إيزميرن أو (هزميرة بالعربية)، وكان أهاليها منتشرين في حوض وادي نفيس جبلا وسهلا، وكانوا هم البادئين في استقدام ابن تومرت الى تينملل، حيث طلبوا منه القدوم اليهم وأعلنوا طاعة قبيلة هزميرة كلها له، فرحل اليهم وأكرموه وأنزلوه في مدينتهم، فلما راى من كثرتهم ومنعة موضعهم وحسن بلدهم، نادى فيهم ذات يوم قائلا: مالكم تمسكون العدة (السلاح) واصحابنا إخوانكم الموحدون لا يمسكونها بينكم، فقد كانوا لا يفارقون عدتهم ولو في مجالس الوعظ، فأقاموا على ترك عدتهم زمانا، الى أن ألفوا تلك العادة، وكانت نية ابن تومرت الفتك بهم لخوفه من كثرتهم ومنعتهم، فحضروا ذات يوم مجلس وعظه وهم مجردون من عدتهم، فما شعروا الا واصحاب ابن تومرت يحيطون بهم ويأتون عليهم بالقتل حتى أفنى منهم نحو 15000 رجل كما رواها ابن القطان ثم سبى حرمهم وغنم أموالهم وقسم أراضيهم وكرومهم بين أصحابه الموحدين أصفى ديارهم، ثم بنى سور المدينة وبنى على راس الجبل قبته حصنا يكشف ما وراء الجبل، ومنذ ذلك التاريخ اصبحت بلاد هزميرة يضم خليطا من سكان قبائل سوس المناصرة لابن تومرت، معمرين لمدينتهم تينملل الجديدة، مشيدين لمسجدها الشهير الذي بناه خليفته عبدالمومن بن علي الكومي، وبقيت تينملل عامرة الى أن خربها المرينيون على يد السلطان يعقوب بن عبدالحق المريني سنة 674 هـ موافق 1275 م

    وقد نقل الأستاذ علي صدقي أزايكو في كتابه (أسماء الأعلام الجغرافية) وصف مدينة تينملل ومسجدها عن طريق كتاب رحلة الوافد لمؤلفه عبدالله التاسافتي، الذي زارها في القرن 18م حيث قال

    ومن ذلك أن مسجد تينملال كان لايزال مسجدا جامعا، وكانت به خزانة من الكتب يرجه عهدها الى العهد الموحدي الأول، وأن سور المدينة كان يمتد جهة الشرق الى فحص تاسافت على الضفة اليمنى لنهر نفيس، وكانت الدور متصلة البناء من ناحية الغرب الى بلدة بني عثمان والى وادي أوكدمت، ومن ناحية الجوف (أي الغرب) الى مشرق الاعتدال الى بلدة أكرسافن فما فوق، والى تاسافت وبحيرة السلطان، وما زال الناس يجدون اثر ذلك في البناء الداثر والقبور المنسية، دون المقبرة العظمى التي بإزاء السور هناك، ودارهم وسكة الموحدين (أي عملتهم) عند نزول الصب والمطر الوابل يجدونها مربعة، ومكتوب عليها الله ربنا محمد رسولنا والمهدي إمامنا وفي الوجه الثاني لا إله الا الله الأمر كله لله بخط مرقوم حسن، قد شاهدناه، وتتبرك الناس به ويجعلونه في الأمتعة والأوعية والأكياس

    وتعجبت من البناء الذي بسور تينملال من ناحية باب الرواح كأنه مبني هناك، وما بقي في المسجد بالأمس بنيان مرصوص متقون لم أقف على مثله بفاس ومراكش والقاهرة المصرية، ولم يبق من الديار بتينملل الا نحو من 60 كانونا، وكان مسجد هناك بباب الرواح عند سور المدينة بخارج بابه مقبرة ما زال الناس يتبركون فيه

    وأما دار الملك هناك لم يظهر أثرها لأن عدوهم حين سلطه الله عليهم من ملوك بني مرين بعد انصرام دولة الموحدين، خرب وادي نفيس كله، وهدم الديار على أربابها، وقد ذكر لي بعض من لقيته من أهل مدينة تينملل أنهم وجدوا في مدة الشيخ يحيى واكريم في دار داثرة فوق البلد، عظام امرأة بإزاء رحى وبيدها سوار من النحاس الأصفر باق من ذلك الوقت الى الآن، وأول زيارتي لصلحاء تينملل والورد على بابهم المنيف كان عام 1111 هـ/ 1700م

    وأضاف الراوي : ثم صاحبني مطوف وهو أحد أتباع الزاوية هناك، ولما أشرفنا على مدينة من ناحية ثنية موضع يقال له (أسقمو) فيه مقبرة قديمة، وزرنا من بها من الصالحين، واستقبلنا حينئذ المقبرة الكبرى بعدوة وادي نفيس، بقرب سور المدينة عند الطريق، وزرنا موتاها، وأراني موضع قبور الصالحين في اعلى المقبرة العظمى، وقبور الموحدين على يمين المصلى من ناحية الجبل، وفي وسطها بيت المرابطة يقال لها (تعزى بنت ناصر) واراني مسجد الامام ومنارته وبقية ديار تينملل وجنانها الحسناء، ودخلت المسجد وتعجبت من من حسنه ورونق صنعته، وله ستة ابواب، ثلاثة مفتوحة لشرق البلد، ولناحية السور، وثلاثة مفتوحة لناحية غربها ممل يلي ربوة البهوميين، وفيها أربع قباب في زواياها كلها، في غاية الحسن والصنعة، ولم يبق الا الصف الأول صالحا مع قبتين الغربية والشرقية، واندرس غيرها. انتهى كلام صاحب رحلة الوافد

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 4:15 am