النوم في جناح "تشرشل" يكلف ألفي دولار
الرباط: خديجة الطيب
لم يؤثر كساد القطاع السياحي وتداعيات الأزمة العالمية على إيرادات جناح شهير في فندق بمراكش فالإقبال عليه متواصل والتسابق على حجزه مستمر بين السياح العرب والأوربيين والأمريكيين وحتى المقيمين المغاربة، رغم تكلفته العالية مقارنة مع باقي أجنحة الفندق.
ويتحمل نزلاء هذا الجناح دفع 15 ألف درهم (حوالي ألفي دولار) من أجل حجز "جناح تشرشل" الفاخر ليوم واحد، والنوم فوق سريره واستعمال مقتنياته الخاصة والجلوس في الصالون الذي استقبل فيه عدداً من الشخصيات من بينها الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت.
ويتهافت الإنجليز والأمريكان خاصة على فندق "المامونية" الشهير والباذخ بمراكش، لقضاء ليلة واحدة في عالم تشرشل وبين أغراضه الشخصية ومكتبته والاستمتاع بإطلالة خلابة على جبال الأطلس ألهمت تشرشل رسم لوحات شهيرة، فكاريزما رجل السياسة والحرب والمؤلف والرسام والخطيب المفوه، تدفع الكثيرين إلى ادخار ما يملكون من أجل قضاء أيام في جناح تشرشل.
ويبدو أن تشرشل الذي جمع في سيرته الشخصية ما تفرق عند غيره، وقع في جاذبية مراكش وطابعها المميز وسحر طبيعتها ومناخها، فكان شديد التعلق بها وكثير التردد عليها، ومنها استلهم لوحاته التي تصور خضرة حدائق المدينة وأسوارها العالية وجبالها الشاهقة.
وحل تشرشل بمراكش بداية ثلاثينات القرن الماضي بعد أن نصحه الأطباء بفترة نقاهة بعد أزمة قلبية حادة، واتخذ فندق "المامونية" مقراً لإقامته، ومنذ ذلك التاريخ أصبح تشرشل زبونا مخلصا للفندق خلال زياراته المتعددة للمغرب، وارتبطت زيارة مراكش لدى تشرشل بممارسة هوايته المفضلة الرسم فرغم مسؤولياته الكثيرة خلال الحرب العالمية الثانية كان تشرشل يستقطع بعض الوقت لزيارة مراكش ورسم الكثير من اللوحات من شرفته في فندق المامونية، فخلدت هذه اللوحات التشكيلية مراكش وفندقها الشهير وعكست المناظر الطبيعية للمدينة وجبال الأطلس وواحات الصحراء، أشهرها لوحة "مراكش" التي تنبض بالحياة وتصور منظر غروب الشمس فوق جبال أطلس الشاهقة بالمغرب، بيعت في مزاد بنيويورك بنصف مليون دولار، كما بيعت لوحة أخرى لتشرشل عن المغرب بنحو مليون دولار.
واستثمر فندق "المامونية" شهرة نزيله تشرشل فاختار اسمه لأفخم أجنحته "جناح تشرشل" وحرصت إدارة الفندق على تزيين الجناح بمقتنيات تشرشل مثل قبعته ومظلته وقلمه ليتحول هذا الجناح إلى متحف صغير يؤرخ لزيارات هذا القائد الذي قهر النازيين ورفع إشارة النصر الشهيرة لأول مرة في التاريخ.
ويحظى الجناح بإقبال كبير حيث من النادر أن تجده شاغرا رغم تكلفته الباهظة، فأغلب نزلاء الفندق يحرصون على الإقامة فيه واستعمال مقتنيات تشرشل في محاولة منهم لتخيل حياة هذا القائد الذي ترك الحرب وانزوى مع لوحاته في هذا الجناح وحتى تكتمل الصورة في أذهانهم حرصت إدارة الفندق على أن يتخذ الجناح طابعا إنجليزيا حيث إن أثاث وديكور غرف النوم والمكتب مستوحاة من العهد الفيكتوري.
ومن أجنحة الفندق الساحرة نجد "الجناح المغربي" الذي يعكس الهندسة المغربية التقليدية بأدق تفاصيلها كما يعكس جمال الديكور والأثاث التقليدي، أما جناح "شهر العسل" فلا ينافسه في الرومانسية جناح آخر لأنه يتميز بستائر حريرية بيضاء ووردية تنساب بدلال لتظلل السرير العريض.
ويستمد هذا الفندق اسمه من "حدائق المأمون" التي كانت ملك الأمير المأمون ابن السلطان سيدي محمد بن عبد الله الذي حكم المغرب خلال القرن الثامن عشر، واعتاد هذا السلطان أن يهدي أبناءه عند زواجهم بيتا وحديقة، فكانت هذه الحدائق الجميلة هدية زواج الأمير المأمون وظلت تحمل اسمه إلى أن تحول القصر الأميري إلى فندق فخم أوائل القرن العشرين، وتم تجديده أعوام 1922 و1946 و1953 و1986، ورغم عمليات التجديد المستمرة التي واكبت آخر التطورات في عالم الفندقة، فقد حافظ الفندق على روح الأصالة والعراقة، وجمع ما بين الهندسة المغربية التقليدية ونظيراتها في أوروبا وأمريكا.
ويعد فندق "المامونية" من أشهر معالم مراكش فقد بلغ من الروعة والترف أن أصبح الفندق المفضل لدى الكثير من الشخصيات العالمية، وهو ما أوحى بفكرة إنشاء سجل سري لتدوين أسماء الزبائن المهمين لتكريم ذكراهم واستغلال أسمائهم على غرار ما حدث مع تشرشل.
وقد استضاف هذا الفندق الذي يحتوي على أجنحة وفلل فخمة إضافة إلى غرف مختلفة الأحجام، ضيوفا من جميع أنحاء العالم سحرتهم المدينة ونخيلها وبنيانها الأحمر، حتى أصبح هذا الفندق القبلة الأبرز للسياح في المغرب، ومن أهم الشخصيات التي استضافها الفندق الرئيس الفرنسي شارل ديجول والملكة إليزابيث والرئيس جاك شيراك والأمريكية هيلاري كلينتون، والأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان والمستشار الألماني هيلموت كول ورؤساء أمريكا فرانكلين روزفلت وريتشارد نيكسون وجيمي كارتر ورونالد ريجان.
ومن نجوم هوليوود الذين اختاروا المامونية مقرا للإقامة بالمغرب توم كروز وبروس ويليس وشارون ستون وآخرون، فيما اختاره ألفريد هيتشكوك مقرا لتصوير فيلمه الشهير "الرجل الذي يعرف الكثير"، كما اختارته النجمة الألمانية مارلين ديتريش لتصوير فيلمها "مروكو".
الرباط: خديجة الطيب
لم يؤثر كساد القطاع السياحي وتداعيات الأزمة العالمية على إيرادات جناح شهير في فندق بمراكش فالإقبال عليه متواصل والتسابق على حجزه مستمر بين السياح العرب والأوربيين والأمريكيين وحتى المقيمين المغاربة، رغم تكلفته العالية مقارنة مع باقي أجنحة الفندق.
ويتحمل نزلاء هذا الجناح دفع 15 ألف درهم (حوالي ألفي دولار) من أجل حجز "جناح تشرشل" الفاخر ليوم واحد، والنوم فوق سريره واستعمال مقتنياته الخاصة والجلوس في الصالون الذي استقبل فيه عدداً من الشخصيات من بينها الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت.
ويتهافت الإنجليز والأمريكان خاصة على فندق "المامونية" الشهير والباذخ بمراكش، لقضاء ليلة واحدة في عالم تشرشل وبين أغراضه الشخصية ومكتبته والاستمتاع بإطلالة خلابة على جبال الأطلس ألهمت تشرشل رسم لوحات شهيرة، فكاريزما رجل السياسة والحرب والمؤلف والرسام والخطيب المفوه، تدفع الكثيرين إلى ادخار ما يملكون من أجل قضاء أيام في جناح تشرشل.
ويبدو أن تشرشل الذي جمع في سيرته الشخصية ما تفرق عند غيره، وقع في جاذبية مراكش وطابعها المميز وسحر طبيعتها ومناخها، فكان شديد التعلق بها وكثير التردد عليها، ومنها استلهم لوحاته التي تصور خضرة حدائق المدينة وأسوارها العالية وجبالها الشاهقة.
وحل تشرشل بمراكش بداية ثلاثينات القرن الماضي بعد أن نصحه الأطباء بفترة نقاهة بعد أزمة قلبية حادة، واتخذ فندق "المامونية" مقراً لإقامته، ومنذ ذلك التاريخ أصبح تشرشل زبونا مخلصا للفندق خلال زياراته المتعددة للمغرب، وارتبطت زيارة مراكش لدى تشرشل بممارسة هوايته المفضلة الرسم فرغم مسؤولياته الكثيرة خلال الحرب العالمية الثانية كان تشرشل يستقطع بعض الوقت لزيارة مراكش ورسم الكثير من اللوحات من شرفته في فندق المامونية، فخلدت هذه اللوحات التشكيلية مراكش وفندقها الشهير وعكست المناظر الطبيعية للمدينة وجبال الأطلس وواحات الصحراء، أشهرها لوحة "مراكش" التي تنبض بالحياة وتصور منظر غروب الشمس فوق جبال أطلس الشاهقة بالمغرب، بيعت في مزاد بنيويورك بنصف مليون دولار، كما بيعت لوحة أخرى لتشرشل عن المغرب بنحو مليون دولار.
واستثمر فندق "المامونية" شهرة نزيله تشرشل فاختار اسمه لأفخم أجنحته "جناح تشرشل" وحرصت إدارة الفندق على تزيين الجناح بمقتنيات تشرشل مثل قبعته ومظلته وقلمه ليتحول هذا الجناح إلى متحف صغير يؤرخ لزيارات هذا القائد الذي قهر النازيين ورفع إشارة النصر الشهيرة لأول مرة في التاريخ.
ويحظى الجناح بإقبال كبير حيث من النادر أن تجده شاغرا رغم تكلفته الباهظة، فأغلب نزلاء الفندق يحرصون على الإقامة فيه واستعمال مقتنيات تشرشل في محاولة منهم لتخيل حياة هذا القائد الذي ترك الحرب وانزوى مع لوحاته في هذا الجناح وحتى تكتمل الصورة في أذهانهم حرصت إدارة الفندق على أن يتخذ الجناح طابعا إنجليزيا حيث إن أثاث وديكور غرف النوم والمكتب مستوحاة من العهد الفيكتوري.
ومن أجنحة الفندق الساحرة نجد "الجناح المغربي" الذي يعكس الهندسة المغربية التقليدية بأدق تفاصيلها كما يعكس جمال الديكور والأثاث التقليدي، أما جناح "شهر العسل" فلا ينافسه في الرومانسية جناح آخر لأنه يتميز بستائر حريرية بيضاء ووردية تنساب بدلال لتظلل السرير العريض.
ويستمد هذا الفندق اسمه من "حدائق المأمون" التي كانت ملك الأمير المأمون ابن السلطان سيدي محمد بن عبد الله الذي حكم المغرب خلال القرن الثامن عشر، واعتاد هذا السلطان أن يهدي أبناءه عند زواجهم بيتا وحديقة، فكانت هذه الحدائق الجميلة هدية زواج الأمير المأمون وظلت تحمل اسمه إلى أن تحول القصر الأميري إلى فندق فخم أوائل القرن العشرين، وتم تجديده أعوام 1922 و1946 و1953 و1986، ورغم عمليات التجديد المستمرة التي واكبت آخر التطورات في عالم الفندقة، فقد حافظ الفندق على روح الأصالة والعراقة، وجمع ما بين الهندسة المغربية التقليدية ونظيراتها في أوروبا وأمريكا.
ويعد فندق "المامونية" من أشهر معالم مراكش فقد بلغ من الروعة والترف أن أصبح الفندق المفضل لدى الكثير من الشخصيات العالمية، وهو ما أوحى بفكرة إنشاء سجل سري لتدوين أسماء الزبائن المهمين لتكريم ذكراهم واستغلال أسمائهم على غرار ما حدث مع تشرشل.
وقد استضاف هذا الفندق الذي يحتوي على أجنحة وفلل فخمة إضافة إلى غرف مختلفة الأحجام، ضيوفا من جميع أنحاء العالم سحرتهم المدينة ونخيلها وبنيانها الأحمر، حتى أصبح هذا الفندق القبلة الأبرز للسياح في المغرب، ومن أهم الشخصيات التي استضافها الفندق الرئيس الفرنسي شارل ديجول والملكة إليزابيث والرئيس جاك شيراك والأمريكية هيلاري كلينتون، والأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان والمستشار الألماني هيلموت كول ورؤساء أمريكا فرانكلين روزفلت وريتشارد نيكسون وجيمي كارتر ورونالد ريجان.
ومن نجوم هوليوود الذين اختاروا المامونية مقرا للإقامة بالمغرب توم كروز وبروس ويليس وشارون ستون وآخرون، فيما اختاره ألفريد هيتشكوك مقرا لتصوير فيلمه الشهير "الرجل الذي يعرف الكثير"، كما اختارته النجمة الألمانية مارلين ديتريش لتصوير فيلمها "مروكو".