مراكش الحمراء

مرحبا بك اخي كعضو جديد

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مراكش الحمراء

مرحبا بك اخي كعضو جديد

مراكش الحمراء

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مراكش الحمراء

منتدى اشهاري لمدينة مراكش لكل من يود التعرف على المدينة او زيارتها


    مدينة أغمات الأثرية

    avatar
    Abdou
    Admin


    المساهمات : 249
    تاريخ التسجيل : 05/02/2010
    العمر : 51
    الموقع : المغرب مراكش

     مدينة أغمات الأثرية Empty مدينة أغمات الأثرية

    مُساهمة من طرف Abdou الأربعاء نوفمبر 03, 2010 6:13 am

    تقعُ هذه المدينة الأثرية بجَمعَة أغمات على بُعد 30 كلم من مراكش المغربية، على الطّريق المُؤدّية إلى أوريكة. ويتمّ الوصول إليها عبر طريقٍ غير معبّدة، طولها كيلومتران.

    تُعتَبر مدينة أغمات الأثرية من أهم حواضر المغرب الإسلامي خلال العصر الوسيط الأعلى، إذ يصفها الجغرافيون العرب كقاعدةٍ إدريسيّةٍ مزدهرةٍ. وخلال القرن الحادي عشر، وصفها الجُغرافي أبو عبيد الله البكري بقوله: "ومدينة أغمات، مدينتان سهليتان إحداهما تُسمّى أغمات أيلان والأخرى أغمات وريكة. وبها مسكن رئيسهم، وبها ينزل التجار والغرباء. وأغمات أيلان.. بلد واسع تسكنه قبائل مصمودة في قصور وديار.. وبها أسواق جامعة...".

    ونظرًا لهذه المكانة المُتميّزة كعاصمةٍ لإمارة مغراوة وزعيمها لقوت بن يوسف، استقرّ بها المُرابطون أثناء زحفهم نحو المناطق الشمالية ولم يبرحوها إلاّ بعد اتّخاذ قرار تشييد مدينة مراكش سنة 1062م. وفي عهد يوسف بن تاشفين اتّخذت أغمات مقرًا لإقامة ونفي ملوك الطّوائف بعد توحيد بلاد الأندلس.

    تعرّضت أغلب مُكوّنات مدينة أغمات الأثرية إلى التّدمير والإندثار، ولم يبق منها إلاّ جزء من السور والحمّام الكبير وبعض المساكن والقنوات المائية. ففي الجهة الجنوبية الغربية للموقع، ترتفع بقايا سور مبنيّ بالحجارة والطابية تمتدّ على حوالى مائة مترٍ، ويتراوح سمِكها ما بين 1.90م و2.80م. ونظرًا لأهميّة الموقع، أُجرِيَ مسح جيوفيزيائي أبان عن طبقاتٍ أثريةٍ مُهمةٍ تبرز جلها الإمكانيات الهائلة التي يختزنها الموقع. إلاّ أنّ أهم ميزةٍ لفضاء الموقع تتمثل في تخطيطه الذي ارتبط في كل مكوّناته بالساقية الكبرى أو ساقية تاسلطانت التي تقسم الموقع إلى شطرين، وكذلك في وجود ثلاثة صهاريج مُربّعة الشكل وخطارات تؤكّد الإزدهار العمراني للمدينة ومكانتها كعاصمةٍ لإمارة مغراوة وحاضرةٍ لحوز مراكش.




    المشروع الأثري لأغمات

    انطلق المشروع الأثري لمدينة أغمات سنة 2005 ، وذلك في اطار اتفاقية بين المعهد الوطني لعلوم للآثار والتراث من جهة، وجامعة دو فانديربيلت بالولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى.
    ويهدف هذا المشروع، الذي وضع تحت الاشراف الاداري للسادة الأساتذة رونالد ميسيي و عبد الله فيلي و العربي الرباطي ، الى البحث والتنقيب عن آثار الحمام القديم لأغمات المطمورة منذ أمد بعيد تحت أنقاض حقل حيث اكتشفت معالمه عن طريق الأنشطة الزراعية .
    ومولت هذه الأشغال من قبل السفير فريديريك فريلاند وزوجته فانيسا، والمعهد الأمريكي للدراسات المغاربية، واللجنة المغربية الأمريكية.
    ومنذ سنة 2009 ، تأسست مؤسسة أغمات ، برغبة من مولاي الله العلوي ( الرئيس المدير العام لمجموعة " ميفا" ) من أجل متابعة الأبحاث الأركيولوجية والمحافظة على الآثار المكتشفة.
    وفي هذا السياق، بدلت جهود مهمة لاقتناء مساحة تبلغ 5ر2 هكتارا يقام عليها مركزا تفسيريا ومتحفا الذي سيوضع به المواد المكتشفة خلال عملية التنقيب.
    وقد أجريت أعمال ترميم مهمة من اجل إعداد عملية فتح الموقع للجمهور والمشاركة بالتالي في التنمية المحلية لهذه المدينة العريقة.
    وحظي المشروع الأثري لأغمات بالدعم الدائم من قبل السلطات المحلية وعلى الخصوص عامل اقليم الحوز السيد بوشعيب المتوكل الذي جعل منه قيمة مضافة لتأهيل جماعة أغمات ومحيطها.

    الحمام الأثري

    يقع الحمام وسط النسيج الحضري القديم، ويمثل الآثار الوحيد الذي لا زال قائما من هذا التجمع البنياني. ويحتوي تصميمه على ثلاث قاعات مغطاة بقبة في الوسط بنيت من أنقاض الوادي الذي غمرته أحجار جيرية. وتعتبر أحجام القاعة الدافئة بالغير الكبيرة مقارنة بالقاعتين الأخريين، في حين أن علو سقفها أكثر أهمية من مثيلاتها .
    ويعتبر تصميم هذا الصرح جزء لا يتجزأ من تصاميم الحمامات الاسلامية المشهورة بالمغرب والأندلس سواء في عهد الموحدين ( قصر الصغير ) أو عهد المرينيين ( شالة، فاس، الرباط ).
    وفي هذا الصدد، فإنها تمثل ارتباطا جليا بحمامات الأندلس للقرنين 11 و 12 .

    القاعة الكبرى للاستراحة

    على الجانب الجنوبي للحمام يوجد بناء مستقل تقريبا من البناية المقببة لهذا الأخير، ويتعلق الأمر بقاعة للاستراحة، مخصصة للاستقبال ووضع ألبسة الضيوف. وتوجد هذه القاعة على شكل ساحة رئيسية يعلوها سقف ومحاطة بأروقة من الجوانب الأربع، وذات أرضية مبلطة بطوب الأجور المصفف على شاكلة نسيج متراص. ويضم الجناحين الشرقي والغربي مقاعد حجرية مخصصة لراحة الجسم الذي تعرض للحرارة وكذلك المرهق .
    وزين وسط الساحة بحوض بديع ورائع يضم نافورة و يحتوي على ثمانية أضلع.
    ويعتبر هذا الشكل الهندسي شائع الاستعمال في العمارة الاسلامية ( المساجد، النافورات، الحدائق ...) والذي يرمز الى المرور من الشكل المربع الى الدائري، أي من الأرض مع نقطها الاربعة الرئيسية الى السماء ، الفضاء الوحيد واللانهائي .
    ولا يمكن اختزال هذا الشكل في تركيبة بسيطة لمربعين، لأنه يعطي رموزا غنية في تمثيليتها الدينية والفلكية.

    التدقيق التاريخي

    واستنادا للاستطلاع الذي أنجز داخل القاعة الرطبة للبناية، فقد أثبتنا عمقها التاريخي: أربعة مستويات اكتشفت تحت الأرض ، مما مكننا من جمع عناصر من الكربون التي ستسمح بتحديد ، عبر مادة الكربون 14 ، مختلف مستويات الحمام. ويعود بناءه الأصلي الى القرن العاشر، وقد هجر في نهاية القرن الرابع عشر .
    وهكذا، يرجع الحمام الى حقبة زاهرة لمدينة أغمات والمعروفة بالفترة التي لازالت تتمتع فيها بالدور الجهوي الرئيسي، لأزيد من قرن ونصف ، قبل تأسيس مراكش.

    السياق

    لوضع الحمام في إطاره الحضري، أصبح من الضروري أكثر فأكثر الاهتمام بما يحيط به. وبالنظر للامكانيات والوقت التي يعتبر مكسبا لنا، فإنه من غير الممكن القيام فقط بالتنقيب. ولهذا السبب، قمنا ببرمجة تنقيب مغنطيسي واستعمال جهاز الرادار قادر على تبيان الهياكل المدفونة على عمق عدة أمتار من سطح الأرض. وهذه الطريقة الاقتصادية مكنت من رسم معالم البنايات والفضاءات التي تحيط ببناية الحمام.
    وتجرى حاليا عملية اعداد خريطة التي من شأنها أن توجه أشغال التنقيب لاحقا.

    القصر

    مكن البحث الأثري من اكتشاف جانب من بناية مستطيلة الشكل توجد حولها أحواض ، هي الأخرى محاطة من الجانبين بدعائم مرتبة بطريقة متتالية وتشكل بذلك أروقة في جهتي الشرق والغرب. وفي جهة الشمال، قاعة كبرى تشمل الواجهة كلها، يمكن الولوج اليها بفضل مدخل كبير.
    الأحواض على هيأة مستطيل وضعت في وسط ساحة ذات أروقة . ويصعب في الحالة الراهنة من البحث من تحديد اذا كان ما تم التوصل اليه من هذا البحث نتيجة للتطور هذه البناية أو يتعلق الأمر بتصميمها الأصلي.

    ويتعلق الأمر بقصر يتوفر على بنية صلبة ومتوازنة التي تمتد ، حسب ما تم التوصل اليه حاليا، الى أزيد من 250 متر مربع. وتستمر الأشغال لكشف مكونات هذا الصرح وحدوده .
    ويرجع قصر أغمات الى القرن الرابع عشر ، لكنه يكشف عن التجديدات المتتالية التي مكنت من افتراض تطوره خلال حقبة تاريخية هامة قبل هجره.

    مجموع القنوات المائية

    وخلال المهمة السابقة، اكتشفنا قناة مائية قديمة ( تاسلطانت قبيلة) تزود بالماء الصالح للشرب الحمام ومباني أخرى مجاورة. وبفضل استمرار تدفقها، تمكنا من كشف جزء من لغز كبير، إذ تشكل هذه القناة المائية الموجهة من الشمال الى الجنوب، جزءا من شبكة مائية معقدة وناجعة ، تسمح بتزويد المدينة وكل بناياتها، كل على حدة، بالماء الصالح للشرب.
    وبخصوص جزئها الشمالي، فإنه يتجزأ الى شطرين، أحدهما يتجه نحو الحوض ذي الثمانية أضلع، والآخر نحو داخل الحمام.

    رونالد ميسيي و عبد الله فيلي أستاذين جامعين وعالمين في مجال الآثار



     مدينة أغمات الأثرية Archeologie
     مدينة أغمات الأثرية Archeologie
     مدينة أغمات الأثرية Filemanager

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 6:02 am